للحراك الشعبي الأردني أن يكون حراكاً ناعماً هادئاً سلمياً حضاريا، وهو ملتزمٌ بهذه النعومة والسلمية والحضارية برغم همجية النظام وبلطجيته وزعرانه ومحاكمه العسكرية ومعتقلاته، وسيظل الحراك الأردني ناعما سلمياً حضارياً يمشي الهوينى مع أنه لم يحقق حتى الآن أيّاً من أهدافه التي انطلق من اجلها وذلك من باب " اعقل وتوكل " . وبما أن معظم منتسبي هذا الحراك الشعبي فقراء ومعدمون وعاطلون عن العمل أو اصحاب دخل محدود بما فيهم المتقاعدون العسكريون الأبطال فرسان الجيش العربي أصحاب بيان الأول من أيار الذي وضع النقاط على الحروف، كاشفو التسلسل الصهيوني من خلف ظهر الحكومة إلى كنز عجلون، الثابتون على حراكهم السلمي الحضاري الناعم حتى اليوم وإلى النهاية الحميدة بإذن الله تعالى.

 بما أننا جميعاً فقراء إلى الله عز وجل رأى أربعةٌ من ختيارية هذا الحراك هم سعود العجارمة وخالد الماضي ومنور الشخاترة وضيف الله قبيلات رأوا رأياً يتلخص بالبحث عن وسيلة تدر عليهم دخلاً سريعاً وافرا من أجل الانفاق على أنفسهم وعلى الحراك الشعبي كي يستمر بمشيته الهوينى إلى أن يشاء الله له تحقيق أهدافه المشروعة التي انطلق من أجلها .

 وبما انه لا معرفة لنا بطرق الاستثمار التي تدر دخلا سريعا وفيراً مثل البورصة الوهمية أو الخصخصة أو مشاريع التحول الإقتصادي أو المكاتب العقارية الوهمية أو الاتجار بالبشر أو الكازينوهات وغيرها من هذه الفنون وهي أصلا تحتاج إلى رأٍس المال الذي نفتقده أيضاً. لذلك قررنا أن نقصد خبيراً بهذه الفنون التجارية المربحة ذات الدخل الوافر والسريع ومن باب "إجعل مع دعاءك شيئاً من القطران" اقترح كلٌ منا اسما يراه مناسباً لهذا الخبير وكتبه على ورقه فلما فتحنا الأوراق الأربعة كانت كلها تحمل اسم " البهلوان " فقد فاز بالتزكية. قصدنا بيت الفائز بالتزكبة " البهلوان " في دابوق وطرحنا عليه الفكرة، قال: وصلتم وأبشروا .. ثم أمسك بقلمه وكتب على أربع قصاصات ورق ثم طواها وألقاها على الطاولة أمامنا وقال: ليأخذ كل واحد منكم ورقة. أخذ كل منا قصاصته وقرأنا، قصاصة سعود العجارمة مكتوب عليها " حدائق الملك عبدالله الثاني – المقابلين "، قصاصة منور الشخاترة مكتوب عليها " حدائق الملكة رانيا – القويسمة "، قصاصة خالد الماضي مكتوب عليها " مدينة عبد الله الثاني الرياضية – القويسمة "، قصاصة ضيف الله قبيلات مكتوب عليها " حدائق الملك الحسين – جنوب المدينة الطبية ". قلنا ما هذا ؟! قال هذه ثلاث حدائق عامة ومدينة رياضية واحدة كلها تتبع لأمانة عمان سأكلم معالي أخي عقل بلتاجي الآن ليبيعها لكم قال له خالد الماضي مقاطعاً لكننا نحن لا نملك مالاً، قال أعرف ستبيعها لكم الأمانة بموجب شيكات تضمنها شركتي " شركة الأفكار الذهبية البهلوانية" التي ستستأجر منكم هذه المواقع لنستثمرها نحن بطريقتنا وغداً عند الساعة العاشرة تذهبون إلى دائرة الأرضي بعمان لتأخذوا سندات التسجيل " القواشين " وفي الساعة الحادية عشرة تحضرون الى شركتي لتوقعوا معها عقود الايجار وسندفع لكم بدل الايجار شهريا ضعف المبلغ الذي ستحصله منكم الامانة شهريا بموجب الشيكات، وبذلك يكون لكل منكم أملاك خاصة دائمة وأموال راتبة كل آخر شهر، ولو سمحتم أعطونا أرقام حساباتكم في البنك لنودع لكم بدل ايجار.

 تناول البهلوان الهاتف وتحدث مع أخيه كما قال معالي عقل بلتاجي يخبره بالصفقة الذهبية فرد موافقاً بقوله غداً في العاشرة سيكون بانتظارهم في دائرة الأراضي السيد " فوزي مسعد" للتوقيع معهم على عقد البيع والشراء واستلام سندات التسجيل " القواشين " .

وهكذا كان مع الأربعة المسعدين فعادوا ولسان حالهم يقول " والله يا عمي هاذي غناه جقما .. هيك الاستثمار ولّا بلاش .. استثمار ببلاش ". رن جرس الباب الخارجي لبيتنا بشدة فانتبهت من أحلام يقظتي وتعوذت بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقلت يا ساتر يا عظيم ما هذا الكابوس ؟! وفتحت الباب فإذا أنا بالأخ العزيز منور الشخاترة وقد سمعني فقال مالك يا رجل .. من الكابوس ؟ فاخبرته .. قال نعم بهذه الطريقة ذهب الكثير من أراضي وشركات ومقدرات الوطن .. هيا بنا لقد تأخرنا على الشباب في خيمة الحرية في مليح الصامدة .. وانطلقنا .