الملك ينتصر للقدس

أخبار البلد - محمد علي الزيود

 
 
 

 

رغم ما يحيط بالأردن من تحديات إقليمية، إلا ان الأردن وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني لم يقف ولن يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث في القدس في الوقت الراهن، وما يقوم به جلالة الملك من خطوات لرفع الظلم عن أهل القدس، وعدم المساس بالوضع القائم بالمسجد الأقصى والحرم ما هو إلا إيمان من جلالته بوحدة الدم العربي الأردني الفلسطيني وإيماناً بأن هذا الشعب شريك في المصير ومن حقه علينا ان نقف إلى جانبه، وكل هذا نابع من الإرث الديني والتاريخي لبني هاشم.
لقد قطع جلالة الملك حفظه الله الشك باليقين،وانتصر لأهل فلسطين،وبعد ان تم استدعاء السفير الأردني من تل أبيب- وهذا بتوجيهات ملكية - استشعرنا حجم التحول في الخطاب الأردني، ولقد كان هذا التحول واضحاً ومشرفا وحازما ًً.. ومن أول مكالمة جرت بين جلالة الملك ونتنياهو أصر جلالته على الوصاية الهاشمية على المقدسات، ومعنى هذا: ان الأمر حين يتعلق بالقدس يصبح خطاً احمر وتعالت الأصوات على الساحة الاردنية، ومن شخصيات ذات وزن سياسي، واتفق الجميع على ان السلام هو خيار، وان معاهدة وادي عربة قابلة للمراجعة في ظل السياسات القمعية ومحاولات التغيير على الوضع القائم في المدينة المقدسة، وان الأردن لن يسمح بأي تغيير ولن يسمح بتعريض المسجد الأقصى للخطر، وبعد ان اخذ الموقف الأردني تفاعلاته من خلال مجلس الأعيان والنواب أيضاً، ووصف إسرائيل بالعدو المتغطرس، فأن الأمر بدأ يأخذ منحى العين الحمراء كما يقول المثل، بل ان تهديد جلالة الملك لإسرائيل وبالكثير من الأوراق التي يملكها جعل الساسة الإسرائيليين يعيدون حساباتهم ويتحسسونها، بل ان موقف جلالة الملك الواضح والحازم اجبر الإدارة الأميركية على الضغط على الجانب الإسرائيلي.. فما كان من نتنياهو حسب الوكالات العبرية إلا محادثة الملك للمرة الثانية وفي اقل من خمسة ايام من المكالمة الأولى بل والحضور إلى الأردن وبحضور وزير الخارجية الأميركي ومقابلة جلالة الملك عبد الله الثاني وليؤكد بين يدي جلالته على؛ التوقف عن أي إجراءات من شأنها تغيير الوضع القائم في القدس، واحترام الوصاية الهاشمية على المقدسات، ورفع جميع القيود والكف عن جميع الإجراءات التي تمارسها السلطات الإسرائيلية ضد أهلنا في القدس، وبجهود جلالته استطاع آلاف المصلين ولأول مرة وبغض النظر عن العمر من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
لقد كان الموقف الأردني المشتق من رؤى جلالة الملك متناغما ً إلى ابعد حد، ولولا جهود جلالة الملك في المحافل الدولية لما كان هذا الانجاز، فلقد كرس جلالته ضرورة إيجاد حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية في أذهان جميع صناع القرار والرأي العام في العالم، وان هذا الانجاز ينم عن حنكة وحكمة وجرأة وحزم جلالته.. حفظ الله جلالة الملك..