لغة التهديد في خطاب المعارضه
اللغة التي اصبح يستعملها بعض رموز من يطلقون على انفسهم معارضه وطنيه او شخصيات وطنيه والاشهار العلني بكلمات التهديد والوعيد للحكومه وللدوله الاردنيه تؤشر بما لا يدع الشك ان النيات غير صافيه والعقول مشبعه بافكارا مستورده تهدف الى زعزعة الاستقرار والامن لتحقيق اهدافهم الخبيثه على ارض الواقع ليصبح الاردن لا سمح الله مرتعا لكل طامع ومتربصا يريدون لبننة وعرقنة الاردن لاعطاء العذر والفرصه للدول المجاوره عربيه او غيرها للتدخل في الاردن تحت غطاء حماية الامن القومي لتلك الدول او حماية الشعب الاردني او ليس هذا ما يحصل الان في ليبيا حيث الدعوات من جميع الدول وحتى من المعارضه الليبيه نفسها للتدخل العسكري تحت ذريعة حماية الشعب الليبي ، فهذه اللغه التي اصبحنا نسمعها جديده على مجتمعنا الاردني الطيب وقد استفزتنا تلك الكلمات التي خرجت من رئيس الدائره السياسيه في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد والذي يهدد باللجؤ الى العصيان المدني ورفع سقف المطالب الحاليه في حالة لم تقوم الحكومه بالاجراءات المطلوبه للاصلاح والاسراع في تنفيذه على ارض الواقع ، والسؤال هل هذه هي وسيلة الحوار لدى الحزب والتي يطالب الحكومه ليلا نهارا ان تفتح باب الحوار مع كافة القوى والاحزاب ثم هل يجوز لمن يطالب بالحوار ان يلجأ الى التهديد والوعيد وكأننا نعيش في غابه القوي يأكل الضعيف ، هذا التحول والذي استطيع ان اسميه بالخطير جدا في خطاب المعارضه وبشكل علني من المطالب العادله والتي جميعنا نتفق عليها وليس المعارضه لوحدها من مكافحة الفساد وتحسين مستوى حياة المواطن وغيرها الى مطالب خطيره نعارضها جميعنا لانها تؤشر وبشكل مباشر غير قابل للتأويل والتفسير بأن المعارضه لم تعد وطنيه همها الاول الوطن والشعب بل همها تنفيذ اجندات خاصه تتحرك بالريموت كنترول عن بعد او بالاقمار الصناعيه والا ما هو السبب والمحرك الذي يدفع باحد رموز المعارضه الى اللجؤ الى التهديد والوعيد للحكومه بالعصيان المدني وتخيلوا معي لو ان الحكومه هي من هددت المعارضه باجراءات رادعه اذا لم يتوقفوا عن المسيرات ماذا ستكون ردة فعل المعارضه والشارع وبعض فضائيات الردح والعويل هل كل هؤلاء سيقفون مكتوفي الايدي ام ان الدنيا ستقوم ولا تقعد.
جميعنا مع المعارضه الوطنيه وهنا اكرر الوطنيه التي تضع مصلحة الاردن وامنه واستقراره نصب عينيها هدفها وغايتها الاردن الوطن الذي نحب ونعشق مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمه نحن مع المعارضه التي تستهدف السياسات والبرامج الحكوميه مع المعارضه ضد الفساد والمفسدين وضد هدر المال العام مع المعارضه في رفع سقف الحريات الاعلاميه في هذا المجال جميعنا معارضه وليست فئه محدده ، ولكن ان يصل خطاب المعارضه الى التهديد والوعيد للحكومه باجراءات اخرى ورفع سقف المطالب فهذا ما لا يجوز على الاطلاق ولا يمكن القبول به باي حال من الاحوال لانه في هذه الحاله لم تعد معارضه وطنيه بل خراب وفتنه تؤدي بنا الى ما لا يحمد عقباه ويجلب علينا الدمار لا سمح الله .
لا يجوز لمن يطلقون على انفسهم بالمعارضه ان يستمروا على نفس النهج والطريقه دون تغيير وتبديل وان يلجأوا الى الابتزاز السياسي مستغلين الظروف المحيطه بنا ليطرحوا علينا افكارا وسياسات اصلاحيه لا تؤدي الا الى الخراب والفتنه وللاسف دائما ما يبدأون بجملة " الشعب يريد " لاعطاء غطاء شعبي وشرعيه لمطالبهم اللاشرعيه وانهم يتحدثون باسم الشعب مع ان الغالبيه العظمى الصامته لم تفوض اي شخص للحديث بالنيابه عنهم وان ما يطرح يعبر فقط عن راي تلك الفئه القليله التي تخرج كل اسبوع بمسيره تطرح نفس الشعارات والافكار حتى اصبحت ممله وفقدت معناها ورونقها .
من قال لكم وهنا الكلام للمعارضه وخصوصا حزب جبهة العمل الاسلامي ان الشعب يطالب بالملكية الدستوريه او العوده الى دستور 52 وما الى ذلك من مطالب لا تخدم الوطن بقدر خدمتها لمن هم على حدود الوطن الا يجب ان تخضع جميع هذه المطالب للحوار الوطني الشامل وبتوافق ليس فقط الاحزاب والحكومه بل كل الشعب اذ لا يجوز للبعض الحديث عن مستقبل الاردن واجياله القادمه لوحده ومعه فئة قليله من الناس لا يمثلوت الا انفسهم فقط ، علينا جميعا حكومة وشعبا واحزاب معارضه ان نكون حذرين لمن يتربصون بنا شرا وان نضع مخافة الله نصب اعيننا وان لا نسمح لمن كان ان يزعزع امننا واستقرارنا الذي هو رأس مالنا وكما ان الديمقراطيه والاصلاح السياسي مهم ومطلب لنا جميعا فكذلك ان الامن والامان مطلب لا يقل اهمية عنه لا بل يفوقه بمرات