عمـان ليسـت للنوادي الليليـة

اخبار البلد-


أمل الناس الوحيد في عمان، هو قدرة السلطات المعنية على ضبط النوادي الليلية، وما تشهده من أحداث باتت متكررة لاطلاق ليلي للعيارات النارية،و فوضى ليلية مرعبة يتكرر وقوعها كل ليلة تقريبا دون أن تواجه بالحد الادنى من الردع الامني.

هؤلاء مجانين الليل، ينسون في لحظة «جنونهم وتهورهم وطيشانهم « الناس من حولهم، ينسون أطفالا نائمين في بيوت أهلهم ينتظرون طلوع الضوء للخروج الى المدرسة، ينسون بيوتا يقطنها أناس لا حول ولا قوة بايديهم، شاء القدر ليكون في جوارهم في الحي أو الشارع نادٍ ليلي،وينسون صلاة الفجر، وينسون أن أولئك القاطنين ببيوتهم من عمال وموظفين يخلدون ليلا في راحة حتى يستفيقوا صباحا للذهاب الى اماكن عملهم.

لم تعد الشمس تشرق هنا الا على جريمة ليلية، حوادث اطلاق عيارات نارية، ومشاجرات جماعية بين سكارى، وحوادث اعتداء بالسلاح على الاخرين : نهب وسلب وسطو، تحرش ليلي في المارين والعابرين ببركة الله الى أماكن عملهم ومقاصدهم. ليل عمان صار للأسف مسكونا بالفوضى، ليس ثمة وصف أقل حدة من ذلك، بين الناس ضجة عامرة وواسعة، الاهالي يرفعون أصواتهم عاليا اعتراضا على النوادي الليلية والسماح بانتشارها السرطاني بين الاحياء والمساكن، وعدم التزامها بشروط الترخيص القانونية، وما تخلفه أيضا من فوضى سوداء تتسبب بتحويل وقلب هوية المكان.

عدوى الفوضى الليلية في عمان لا تعرف منطقة بعينها، فكل يوم تطالعنا وسائل الاعلام بحادث ليلي جديد، من العبدلي الى الشميساني وعبدون والصويفية وأم اذينة والدوار السابع وجبل عمان، هل صحيح أن عمان مدينة نواد ليلية بهذا الشكل والحجم والمستوى من الانفلات والفوضى ؟

منذ ما يقارب العام، سجلت أكثر من مئة جريمة ليلية في عمان ترتبط بنشاط النوادي الليلية، في جبل عمان ناد ليلي واحد رصيده الجرمي تجاوز 10 حوادث متعاقبة، ولم يتخذ بحقه أي قرار اغلاق أو احالة للحاكم الاداري أو السلطة القضائية.

الاهالي لم يستسيغوا هذا الحال، الكل يعبر عن استياء مقيت بسبب هذه الفوضى الليلية المرعبة، نواد ليلية لا يعرف كيف يسمح بترخيصها وسط أحياء وحارات سكنية ؟ البعض اختصر تململه واستياءه وغضبه وقطع طريق الانتظار بالرحيل والبحث عن مكان سكن بديل، وهي حالات كثيرة، أرهقها الانتظار، وطول الوعود التي تلقونها من الجهات المعنية التي تعهدت كثيرا بايجاد حل جذري للازمة، ولكن حقيقة وواقعا لا حياة لمن تنادي.