في ذكرى أحداث عمان

-اخبار البلد
 
نستذكر هذه الأيام بكل الألم والحزن الحادثة الارهابية القذرة التي هزت عمان قبل عشر سنوات.. نستذكرها بالصبر والثبات والقوة والاصرار في مواجهة الارهاب والتطرف.
... نستذكرها وقد اذكت في نفوسنا جميعا كل ما من شأنه ان يزيدنا تلاحما لانه ولّد لدينا القناعات الثابتة ان الارهاب لا دين له ولا اخلاق... واذا كان الارهاب عدو البشرية والمجتمعات ايضا هو عدو المبادئ والمثل والحرية... ان الاردن العربي الهاشمي سيكون دائماً سدا منيعاً ومحصنا بهمة ابنائه الاشاوس في وجه كل مخططات الارهاب والتخلف.
نعيش اليوم في بلدنا العزيز تداعيات هذه الحرب الشرسة على الارهاب.. الارهاب الذي اسقط في عمان الشهداء والجرحى، وستبقى هذه الاحداث موجودة في ذاكرتنا لتنبهنا كل حين ان لا سبيل لنا الا في تكاتفنا وتضامننا. لان الاستهداف لا يميز من المستهدف... مما يدلل على ان القادم ليقتل فرحنا وسرورنا هو واحد لا اثنين (الارهاب) وان ما حصل هو دعوة صريحة ليكون توافقنا الوطني ثابتا لا يتزحزح تحت اي ظرف وشكل.
قام المجرمون وتحت جنح الظلام بزرع متفجراتهم حقدا من عند انفسهم ضد هذا البلد العربي الابي الذي لم يتوان يوما عن نصرة واغاثة اي عربي او مسلم ولم يكن نعامة تدفن رأسها في التراب... انها ضريبة الايمان بالعروبة والمبادئ والمثل.. من اعداء الانسانية ومسوقي الافكار الهدامة... ولكن ارادة الاردنيين كانت اكبر من كل مؤامراتهم فما زادتنا الا وحدة وتماسكا... فكانت الايام التي تلتها خير شاهد على هذا التماسك والقوة، فلقد وحدت فينا الرفض وألهمتنا اليقظة وزرعت فينا التكاتف في مواجهة الظلاميين والقتلة واعداء الانسانية.
ان الاردن مهد الاديان السماوية بكل نبلها وسماحتها وطهرها, ما لبث ان انبثقت عنه رسالة عمان التي جاءت ترجمة لمحاربة الغوغائية ونشر مبادئ العدل والاعتدال والسماحة، لتقول للعالم اننا صناع محبة وسلام واننا ومهما تطاولت علينا قوى الشر تآمرا وكيدا، سيرد الله كيدهم الى نحورهم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون، وفي هذه المناسبة الاليمة لا نملك الا ان نقدم كل محبتنا وتضامننا وعزائنا لذوي الابرياء الذين راحوا ضحية ذلك ونؤكد التفافنا حول قيادتنا الهاشمية العزيزة التي ارست دعائم الامن والاستقرار قولا وفعلا... ليرحم الله الشهداء وليحمي الله الاردن وليحفظ الله عبدالله بن الحسين.