سكرتيرة بعشرة أئمة يا سيد البلاد..!!
لن يكون يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري موعداً عادياً لاعتصام القائمين على خدمة بيوت الله من أئمة وخطباء ومؤذنين ووعّاظ وإداريين أمام وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، فأَنْ يحتج دعاة الإصلاح والتنوير في المجتمع على الفساد، ويطالبون بتحسين ظروفهم المعيشية ورواتبهم ومكافآتهم التي لا تزال مع الأسف الشديد في أدنى سلّم رواتب موظفي الدولة، فإنّ هذا من حقهم، وليس منتظراً منهم أبداً ولا هو مقبول أن يسكتوا على فساد أو ظلم أو إجحاف لا بحقهم ولا بحق غيرهم..
المطالب التي ضمّنها هؤلاء الدعاة والأئمة وقادة التنوير في البلاد في بادرة انطلقت من محافظة الكرك، ومن خلال عريضة وجّهوها لدولة الرئيس مطالب عادلة وطبيعية ومتواضعة فهم يطالبون بالقضاء على الفساد والمحسوبية في وزارة الأوقاف، حيث يبدأون الإصلاح من داخل بيتهم أولاً، وهي دعوة مشكورة ومقدّرة قلّما تجد منْ يحاكيها، ذلك أن الكثيرين من دعاة الإصلاح ينادون بالإصلاح خارج بيوتهم، أما داخل البيت فقلّما ينتبهون إلى ما يعتمل فيه فساد.. وإذا انتبهوا غضّوا الطرف.. وانشغلوا بفساد غيرهم وجيرانهم..!! كما يطالب القائمون على خدمة بيوت الله بتحسين رواتبهم ومكافآتهم وتوفير السكن الملائم لهم ورفع علاوة الوعظ والإرشاد، ويطالبون بشمولهم بمكرمة تعليم لأبنائهم، وبإلغاء الاستثناءات في دور الحج والعمرة التي يستأثر بها بعض المسؤولين والمتنفذين على حساب الموظفين.. وغيرها من المطالب العادلة..
إنني إذْ أضم صوتي إلى أصوات الدعاة والأئمة وكل القائمين على خدمة بيوت الله في مطالبهم العادلة، لأضع هذه المطالب بين يدي سيد البلاد الذي عوّدنا بأن ينتصر دائماً للمظلوم ويرفع الظلم والإجحاف عنه، فكيف إذا كان المظلومون هم دعاة التنوير في المجتمع..!! فهؤلاء مظلومون أشد الظلم يا سيدي، فهل من العدل أن تظل رواتبهم ومكافآتهم في الحضيض وكما قلت في مقال سابق دون ما يتقاضاه عامل وطن..!! وفي حالات أخرى فإن ما تتقاضاها سكرتيرة محظوظة يزيد على عشرة أضعاف ما يتقاضاه إمام مسجد ارتبط ليله بنهاره في إمامة المسلمين والدعوة إلى الله..فهل هذا معقول وهل هو مقبول في مجتمع ينادي بالعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص..؟!!! هل من المعقول أن علاوة الوعظ والإرشاد التي يتقاضاها الواعظون والواعظات أقل من علاوة التعليم التي يتقاضاها المعلمون في وزارة التربية والتعليم..!؟ هل من المعقول أن يظل الكثير من هؤلاء ممن يعملون على حساب صندوق الدعوة غير مثبّتين ولا يتم شمولهم بمظلة الضمان الاجتماعي..!؟، هل من المعقول أن لا تُخصص لهم مكرمة لتعليم أبنائهم في الجامعات الأردنية أسوة بالمعلمين والعاملين في القوات المسلحة، خصوصاً وأنهم غير قادرين على تعليم أبنائهم على نفقتهم الخاصة لضيق ذات اليد..!؟ هل من المعقول أن نقبل بسكن مبتذل تُوفره الوزارة للمؤذنين وأئمة المساجد وعائلاتهم قرب دورات المياه والحمامات، وفوق هذا تطالبهم بسداد فواتير المياه والكهرباء عن مساكنهم..!؟
مطالب العاملين في وزارة الأوقاف نضعها أمام القائد وبين يديه، مذكّرين بأنهم منْ نلجأ إليهم في الملمّات والأوقات العصيبة، ونعوّل عليهم لنشر رسالة الإسلام السمحة في المجتمع، ويكفي قبل كل شيء أنهم قائمون على خدمة بيوت الله وما بعد هذا الشرف العظيم من شرف.. أفلا يستحق هؤلاء وقد نذروا أنفسهم لخدمة بيوت الله ورعايتها، والدعوة إلى رسالة الحق أن نوليهم اهتمامنا ورعايتنا ونلبي مطالبهم العادلة، فاحترامنا لقادة التنوير احترام لأنفسنا، وتقدير لهم على دورهم في إشاعة العدل والرحمة والتسامح والحق بين الناس..
Subaihi_99@yahoo.com
*****