ترانيم غواية ليلى الأطرش
-اخبار البلد
مرة سطرتُ في مقابلة مع الروائية المبدعة ليلى الاطرش إنك تحس أن الكلمات صارت اقرب إلى ألواح الزجاج تتساقط بقوة وتتكسر على الأرض. والحق أن ليلى وحدها من يمكن ان يشعرك بذلك، فمساء أول أمس ضاقت ذرعاً بالورقة التي كانت تقرأ منها عن روايتها "ترانيم الغواية" في منتدى شومان، قائلة إنها لا تحب أن تقرأ من ورق، وانطلقت بشقاوة محببة ووعي كامل تنثر أزقة القدس العتيقة، وروائح ياسمينها، وطعم نهاراتها، وعطر قداستها في القاعة التي غصت بعشاق أدبها. قد يبدو عنوان الرواية ربما ملتبساً، وليس بوسعه أن يبوح بمدى الجهد الكبير الذي بذلته لتعيد تشكيل القدس في مائة عام، وتروي حكايا الناس، وتعيد صناعة التاريخ، وتلم شظايا الاحداث التي مرت على المدينة، وما آلت اليه.. حزناً.
ثلاثة أعوام أمضتها الروائية في البحث والتقصي وقراءة المراجع والمعايشة، حين زارت القدس وسكنت في بيوتها القديمة، لتقدم عملا راهنت على نجاحه، والنجاح محكوم أبداً بردة فعل قارئ يتذوق الادب ويكتشف مكامن انفجار الرؤى والآفاق التي لا تحد. وفق رأيها.
الرواية برأيي فعل متقدم، في الرواية الأردنية والفلسطينية والعربية، فلطالما استضافت الحكومة الاسرائيلية كتابا غربيين، اسكنتهم في مساكن القدس القديمة وزودتهم بكل ما يحتاجونه ليكتبوا عن المكان، فكانت ليلى الاطرش رائدة اكتشاف القدس التي لا نعرف، وإن ضرجت ملايين الصفحات التي تكتب على عجل ورسمية وأكاديمية قصتها من منظورات شتى.
حين غادرت منتدى شومان مساء أول أمس، كان بإمكاني أن أسير في شارع عتيق، وأزهار الياسمين وأصوات صلاة، وبلورات الزجاج المكسور تنثال على رأسي وكتفي و.. في الطريق.