فايز الدعجة يتسائل : لماذا تخلت قوات الدرك عن حماية ملاعبنا

تخلي الدرك عن واجب امن الملاعب

مع قرب انتهاء عمل لجان التحقيق بأحداث ملعب القويسمة التي وقعت بتاريخ 10/12 2010 يجدر التنبيه إلى الحذر من مغبة تخلي الدرك عن واجب امن المباريات فقد أوصى تقرير تلى المباراة  أعدته المديرية العامة لقوات الدرك ونشرت تفاصيله عبر وسائل الإعلام  بإعطاء واجب أمن الملاعب والمباريات وحمايتها للاتحاد الأردني الرياضي لكرة القدم بالتنسيق مع الأمن العام على أن تكون قوة الدرك قوة احتياطية في حال دعت الحاجة إلى ذلك .

أثارت التوصية بصيغتها المذكورة آنذاك الاستغراب ومثلت الجزء الأكبر من الضرر الوطني  الذي خلفته أحداث الشغب وليس من المتوقع  أن تلقى استجابة لأنها جاءت على أثر فوبيا مفاجئة تسببت في الإعلان عن الرغبة المؤسفة في التخلي عن واجب حفظ امن الملاعب، وأسنادة إلى اتحاد كرة القدم ، الأمر الذي يعتبر مساس برسالة هذه المؤسسة الفتية وغاية وجودها  وبداية مقلقة لمستقبلها إذا ما تم الأخذ بالتوصية .

 وللتذكير فقد شكلت المديرية ونظمت بتوجيهات ملكية لتعمل وفق  أسس عصرية نبيلة تحاكي مثيلاتها في أكثر الدول والمجتمعات تقدما وحضارة  لحماية الديمقراطية وحقوق الإنسان ومنع الجريمة ،وهي تحظي برعاية سامية متواصلة ،وباحترام ودعم وطني كبير ، لكن اعتراف القوة بعجزها عن القيام بإحدى أهم واجباتها الأساسية كان محبطا ومخيبا للآمال .

ما يستدعي لفت النظر إلية هو أن مؤسساتنا الأمنية محصنة وغير قابلة للاهتزاز ولا يخضع مصيرها للظروف المتقلبة وان قست، ولن تستسلم هذه المؤسسة المنيعة وينفذ صبرها مهما تعرضت للضغوط وللمواقف الحرجة. وقد كانت نواتها تسمى وحدة الطوارئ وقلما كانت تقوم بواجبات هادئة. وكافة منتسبيها على درجة عالية من القدرة على التحمل وفهم لطبيعتها التي تتطلب الصمود في الأزمات الصعبة والعمل بكفاءة تحت ظروف معقدة اكبر بكثير مما يقع أثناء شغب الملاعب المألوف عالميا.

الاستخدام القانوني الموزون للقوة لتطويع الخارجين عن النظام والعابثين بالطمأنينة يعبر عن سمو أهداف مهنة الدرك وأخلاقياتها، ويرفع من معنويات العاملين فيها ويدفعهم للثبات والتقدم إلى الأمام لتحقيق مزيد من البذل والعطاء والإيمان بالواجب .

الإرث التاريخي والانجازات العظيمة في حفظ أمن الرياضة ترفض فكرة اقتلاع  الدرك من ارض الملاعب جملتا وتفصيلا ، فليس هناك جهاز مؤهل أو بديل آخر يمكن أن يقوم بهذا الدور ، ونحن نعلم أن قوة الدرك بصدد إعادة النظر ببعض المدخلات التي أدت إلى كبواتها الأخيرة ،مما يعزز الثقة بأنها لن تستغني عن ركن من أركان وجودها والتخلي عن القيام بواجب امن المباريات.فمن المستحيل عسكرة الأندية الرياضية وجحفلتها على النحو الذي قصده التقرير .

فايز شبيكات الدعجة