هل «الوصاية» على القدس خطأ؟

أخبار البلد - بسام بدارين 
 

الموقف بتقديري الشخصي واضح ومحدد الملامح، وأية استراتيجية للرد والتفاعل ينبغي ان تأخذه بالاعتبار… إسرائيل لديها خطة حقيقية لإعلان "يهودية الدولة".. هذه الدولة المسخ – عندما تنضج الظروف الموضوعية لإعلانها لا يمكنها الولادة من دون إنعاش خرافة "الهيكل المزعوم" وهذا الانعاش يتطلب ولاية دينية يهودية من أي نوع على أو في الحرم القدسي الشريف، ونقطة أول السطر. قبل نهاية السطر من المنطقي القول ان "تقسيم" المسجد الأقصى تحديدا والتلاعب بالوصاية الأردنية على المواقع المقدسة هو الهدف الأبعد الذي يجري التمهيد له حاليا، وفي الأثناء تختبر تل أبيب قدرة الأردن على "الصراخ" والوعيد، ونوايا المجتمع الدولي المشغول بقضايا وملفات المنطقة ومستوى تواطؤ الدول العربية على أساس أن هذا التواطؤ حاصل بكل الأحوال.

إنشغالنا كأردنيين في مواجهة الإرهاب وقواه التي تتقدم في الجوار وسط تخاذل عربي ومخاطر استراتيجية عميقة تطال السعودية تحديدا، يوفر الغطاء أمام العدو لإطلاق بالونات اختباره في عملية مقايضة "شريرة" بين أولويات الأردن وقدراته الواقعية.

عملية ابتزاز سياسية رخيصة يلجأ لها العدو ويستفرد بنا كأردنيين في ملف المسجد الأقصى مباشرة بعد توقيع عقد الغاز إياه، بحيث نصل داخليا- وأتحدث من باب التحليل- إلى قناعة بأن "الوصاية" كانت في الأصل قرارا خطأ لان الظروف لا تسمح للأردن بتحمل مسؤولية ضخمة من هذا النوع خصوصا في ظل التخاذل والهوان العربي. إسرائيل تحاول استغلال الانشغال الإقليمي بالمهووسين الذين اعلنوا الجهاد ضد كل شيء دفعة واحدة لتقرر وقائع جديدة في المسجد الأقصى.. الدولة الدينية المتطرفة التي اعلنها بعضهم في العراق وسورية تخدم بالنتيجة يهودية الدولة الصهيونية.

الأردن وحيدا وسط هذه المعمعة… فماذا نحن فاعلون ؟.