مستشفى الزرقاء الجديد إنجاز كبير بحاجة إلى أخصائيين
مستشفى الزرقاء الجديد انجاز كبير بحاجة إلى مستشارين في مختلف التخصصات الطبية
القرارات الكبيرة المتعلقة بصحة المواطن وامنه وتساعد في تقديم أفضل وسائل الوقاية والعلاج، تحتاج إلى أفراد ومؤسسات يملكون حس المسؤولية الكاملة، يرون الأشياء بمنظارها الواقعي، وفي الوقت نفسه يكونون مستعدين للتضحية بالوقت والجهد وطرح الافكارالخلاقة التى تخدم المواطن وحقه فى الحصول على الرعاية الصحية الشاملة والمتقدمة من خلال نظام صحي «فعال وعلى كفاءة «عالية» يحسن استخدام الطاقات البشرية المؤهلة وينهض بها إلى مستويات عالمية متقدمة.
قد يظن البعض أن المواطنين فى مدينة الزرقاء وبعد أن قاربت وزارة الصحة على الانتهاء من بناء مستشفى حديث بسعة 600 سرير، على وشك تلقي الرعاية الطبية المتقدمة والدقيقة التي طالما كانوا يحلمون بها شانهم كبقية المواطنين فى عمان واربد، وحتى ولو افترضنا جدلا صحة هذه الفرضية، إلا أن الواقع يشير إلى أن وزارة الصحة بحاجة ماسة إلى اخصائيين في مختلف التخصصات الطبية «الدقيقة» لتغطية العجز الموجود في المستشفيات العاملة حاليا فما بالك بمستشفى جديد يتطلب العمل به من 50 -100 أخصائي مؤهل ومن كافة التخصصات الفرعية لتقديم الخدمات الطبية المتقدمة!
مدينة الزرقاء ثاني اكبر المدن الأردنية ولا يفصلها عن الجامعة الهاشمية الا بضعة كيلومترات وهي تضم فى جنباتها كلية طب حديثة، وأخصائيين جامعيين مؤهلين في مختلف التخصصات الطبية تدربوا فى اميركا وبريطانيا والمانيا ويمكنهم ان يكونوا عونا وسندا في دعم جهود وزارة الصحة في إدارة هذا الصرح الطبي الجديد، من هنا يأتي الدورالايجابي الذي يمكن أن تلعبه مبادرة تحويل مستشفى الزرقاء الجديد الى «مستشفى جامعي» تحت إشراف كلية الطب/ ووزارة الصحة على غرار ما حدث لمستشفى عمان الكبير الذى انشأته الحكومة الاردنية ثم تحول الى مستشفى الجامعة الاردنية عام1972.
المشاركة في حل مشاكل الوطن معركة غيرعادية، وامتلاك القدرة على اقتراح الأفكارالجريئة التي تصب في مصلحة المواطن يعد ثورة في العقل والسلوك، لان ما «ينفع الناس يمكث في الأرض»، وهناك الكثير مما يمكن القيام به لمساعدة المرضى في محافظة الزرقاء على الانتفاع من الكفاءات والخبرات الطبية المتميزة الموجودة في الجامعة الهاشمية، خاصة وأننا نشاهد الدور الكبير الذي تقوم به الجامعة حاليا في مستشفى الأمير «حمزة» فى عمان، فكان الأولى بها أن تتحمل هذه المسؤولية في «محافظة الزرقاء» التي تنتمي إليها انطلاقا من أهدافها النافذة التي تقوم على البحث والتدريس وخدمة المجتمع، ولعلنا نطمع في وزارة الصحة والحكومة الرشيدة أن تأخذ زمام المبادرة فى تحويل مستشفى الزرقاء الجديد الى «مستشفى جامعي» يمكّن المرضى فى محافظة الزرقاء من الحصول على الخدمات الطبية المتقدمة التى سيوفرها اساتذة الطب فى الجامعة الهاشمية، وأن تكون وزارة الصحة قائدة هذه المرحلة بتحدياتها وتعقيداتها، بعد أن رضيت لنفسها أن تتحمل مسئولية الحفاظ على «صحة المواطن» بكفاءة المخطط والمشرف على تنفيذ هذا المشروع الكبير الذي يحتاج الآن مزيدا من الدعم والمشاركة من ذوى الاختصاصات الدقيقة.
الجامعات الأردنية جزء من المجتمع الأردني، وعليها مسؤولية التفاعل مع رغباته ومتطلباته، ولا ينبغي لها تحصر جهودها داخل أسوارها وهى التي تحتاج لكل الوقت لتوجيهه إلى البحث وتطوير وسائل التعليم، وإنما من الضروري أن تربط نفسها بهموم الوطن الذي تنتمي إليه وتعمل على أرضه، لأن الغرض الأساس من وجود الجامعات هو خدمة المجتمع في جو صاف من الحرية الفكرية والاستقلالية، ومواصلة العمل الجاد المبنى على المعرفة العلمية والأبحاث التطبيقية بغرض النهوض بالمجتمع وتحسين أوضاع أفراده.
هناك كليتا طب ناشئتان فى اليرموك ومؤتة، وهما على شاكلة كلية الطب فى الهاشمية تتطلعان للمساهمة مع وزارة الصحة فى تقديم افضل وسائل الرعاية الطبية للمرضى فى الكرك واربد، فهل تاتي الاستجابة فى التحول نحو المستشفيات «الجامعية» منسجمة مع تطلعات المواطن فى الوصول الى رعاية صحية متقدمة ومتطورة يقدمها خيرة الاساتذة المختصين فى الجامعات الاردنية؟