حين يفجر رصاص المناسف والأعراس رؤوس أطفالنا
لقد تأثر الجميع بالحادثة المأساوية والتي طالعتنا بها الصحف اليومية عن ( الطفلة جود الخطيب ) التي أصابها عيار ناري في رأسها في منطقة حي نزال ، وهي في حضن والدها والذي من المفترض أن يكون حضن المن والأمان وهو ذاهب ليشتري لها ملابس بمناسبة عيد ميلادها الأول ،ولكن لا أمان هنا طالما الاستهتار لا يزال يتفشى فينا، فبكل بساطة يشهر ( القاتل ) المستهتر سلاحه ويطلق الرصاص في الهواء فرحاً سواء في عرس أو في نجاح أو عند رؤيته لسدر المنسف أو حتى لمجرد اللهو ، غير مكترثاً على من تسقط الرصاصة حتى ولو كانت على رأس البشر فتفجر رؤوسهم كالبالون كم حدث مع تلك الطفلة كما قال والديها اللذان قالا إننا سمعنا شيئاً أنفجر كالبالون.
وعودة إلى كلمة ( قاتل ) وأنا لست مفتي هنا ولكن أليس من يطلق الرصاص ويقتل الأبرياء سواء بقصد أو غير قصد هو قاتل أتوجد هنالك مسميات أخرى غير ذلك.
والسؤال المطروح هنا إلى متى ستبقى هذه الظاهرة السيئة فينا، ألا توجد عقوبات وقائية صارمة لمنع تلك العادات السيئة، خصوصاً وأن هنالك أسلحة مرخصة وأسلحة غير مرخصة وكلاهما يطلق منه الرصاص ويجرح ويقتل.
وفي تعليق لأحد المواطنين الذي تحدث بألم عما سمعه من حوار في أحد المحطات الإذاعية المحلية والتي أَجرتها المحطة في اتصالها الهاتفي مع احد مسؤولي وزارة الداخلية وعلق فيها أي المسؤول عن الحادث أنه يطلب من والد الطفلة الذهاب إلى المركز الأمني لتقديم بلاغ عن الحادث ليتم متابعة الشكوى ، وكذلك قال المسؤول إن أي مواطن يرى أشخاص يطلقون النار في المناسبات فما عليه سوى أن يرسل لنا فاكس.
إن لسان حال الناس وما لخصه ذلك المواطن من استغرابه لهذه التصريحات بان كل مواطن يسمع أو يرى إطلاق نار يقوم بإرسال فاكس إلى الجهات المختصة كما لو أن كل بيت في الأردن لديه فاكس ، وقال المواطن : إن دائرة السير تتفنن في تصوير الناس التي تلقي نفايات من السيارات أو تصوريها أثناء سيرها بسرعة زائدة ، وتبين دائرة السير للسائقين الدليل باليوم والتاريخ والساعة التي خالف فيها ، فلماذا إذاً لا يتم تسخير هذه القدرات العالية في الكشف عن مطلقي الرصاص في الأعراس.
أما عملية المراقبة ليست بالأمر الصعب خصوصاً في الأعراس، لماذا لا تكون هنالك دوريات متحركة في كل منطقة تابعة للمركز الأمني الذي في المنطقة تحاسب كل مستهتر.
ألا نستطيع أن نتزوج ونفرح إلا بإطلاق الرصاص والألعاب النارية وإيذاء من حولنا، إلى متى ستبقى الأنانية موجودة فينا ، فلمجرد زواج مواطن نطلق الرصاص لنقتل ونجرح الناس ونزعجهم بالألعاب النارية ونغلق الشوارع رئيسية بوضع ( صيوان أو خيمة ) في منتصف الشارع وسماعات منزعجة لصوت مغني فرقة مزعج، والمثير للدهشة والضحك أنني قرأت على أحد مواقع الإنترنت عن أغرب قوانين العالم والتي كان من ضمنها أنه في سويسرا يمنع سحب ( سيفون الحمام ) بعد العاشرة مساءاً.
إن الحل موجود وبدليل قاطع وهو أن كل شعوب الأرض تتزوج ولكن هل بنفس الطريقة التي نتزوج بها في الأردن.
الأمر الأهم وهو : إن سلامة المواطنين أهم من أي شيء وتستوجب علينا العمل بجد أكثر وإعطاء الأولوية لهذا الأمر بشكل أكبر، لا أن نكتفي بطلبات غريبة من المواطنين بإرسال فاكسات أو تقديم شكاوى في المراكز الأمنية لتقيد ضد مجهول ، والسؤال الذي نطرحه ماذا لو أن تلك الرصاصة أصابت أحد الرعايا الغربيين الموجودين في الأردن فأصابه رأس طفل أمريكي أو بريطاني أو حتى إسرائيلي تخيلوا ماذا يمكن أن يحدث وأترك التعليق لكم.
خالد جبر الزبيدي
12/3/2011
khaledjz@hotmail.com