بلتاجي وعقدة «شيكاغو» و«شتوة» عمّان

بسام بدارين
 

شخصيا أحب العمدة عقل بلتاجي وأميل إلى الإيمان بنقاء سريرته وجدارته وكفاءته، لكني مضطر وبعد تفصيلات "الشتوة" الأخيرة التي غادرتنا للتو إلى تكرار قناعتي بأن وجود صديقنا المخضرم في موقع أمين عمان يظلم الطرفين.

بعيدا عن هذه المسألة لا بد من القول: ان الحملة التي تطال حاليا في كل الاتجاهات عمدة عمّان، بسبب فضائح شتوة الاثنين، فيها قدر من المبالغة وشخصنة الانتقادات، لكن بالمقابل، من الطبيعي أن يتحمل رئيس جهاز البلدية المسؤولية أمام الرأي العام ومن الطبيعي جدا ان نتدرب معا نحن الشعب والنخب على سلوك ديمقراطي حضاري قوامه المسؤولية الأدبية، يعتبر اليوم من مقومات الدول العصرية والحديثة.

كنت أتمنى على العمدة العزيز أن يخرج للناس ليقول: "نعم أخفقنا للمرة الثالثة على التوالي في مسألة الأمطار والسيول" على أن يتبع كلامه بالعبارة التالية: "..وهذه هي الأسباب بصراحة".

الاعتراف بالاخفاق وبالمشكلات سلوك حضاري ومحترم تكلفته أقل بكثير في العمق الوطني من سياسات "تبرير" الأخطاء.. طبعا نعرف ان الأمطار زادت عن معدلها الطبيعي وقدرات البلدية الاستيعابية، لكن في الواقع يحصل ذلك تماما منذ خمس سنوات من دون ادنى مؤشر على هضم المسألة، وتنفيذ خطة وقائية من أي نوع لمشهد تكرر فعلا عدة مرات.

نتفهم امكانات وظروف بلدية عمان وعمدتها لكن من حقنا أن نسأل: مؤسسة بلدية فيها عدد موظفين ومهندسين يزيد على عدد موظفي بلدية شيكاغو ونيويورك ولندن حسب بعض الخبراء… كيف ولماذا تتورط بالمطب نفسه للمرة الخامسة على التوالي؟.

يمكن ان يجيبنا على هذا السؤال صديقي "الحلاق" الذي تلقى مؤخرا ترقية إدارية في البلدية برغم انه لم يمارس عمله للسنة السابعة على التوالي أو عشرات المهندسين الذين يحصلون على راتب "عامل وطن" من دون عمل أو تلك النظريات التي يقبلها العمدة ويدافع عنها عندما يتعلق الأمر بضرب وطرد موسيقيين ومطربين من مقرات البلدية.