هل أعجبكِ «المَفْتول»؟

طلعت شناعة
 
                    • تغدّيت «مرتين» في يوم واحد.
مفاجأة من العيار الثقيل.
إمسكوا أعصابكم. واقرأوا «كل» السطور وليس من «بين السطور».
فقد استعنتُ بعدد من الإخوة «المصريين» العاملين في مجال «البناء» من أجل «تبليط» غرفة تعرضت أرضيتها للتلف بـ»فعل فاعل».
وكان لا بدّ أن «نكرمهم» عندما انتهوا من عملهم وتصادف مع وقت الظهيرة. وعملنا بالحديث الشريف «أعطِ الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه». وكانت مناسبة سعيدة لمناقشة أوضاع الكُرَة المصرية ومستقبلها بعد اعتزال النجم «أبو تريكة»، على «غداء عمل».
تغدينا «صينية بطاطا بالدجاج» وصحتين وعافية.
وفي ساعات المساء، جاءت «دالية ودينا»، الاولى من عملها والثانية من جامعتها. وشممتُ رائحة «غداء آخر» من أجل الصبيتيْن. تحركتُ في المطبخ، فإذا بزوجتي قد أعدت «المفتول» بزمن قياسيّ جعلني أزهو مثل «طاووس» بقدرات السيدة «بعلولتي» النابلسية الأصلية. وهو ما جعلني أتساءل وأشفق على الأزواج الذين لا تتقن زوجاتهم عمل «المفتول» وغيرها من الأكلات «التاريخية».  خلال زمن قصير نادت المنادية وهي «زوجتي»: يالله تعالوا «تغدّوا».
وجئنا وتجمعنا وتناول كل منا مبهورا طبق «المفتول» وفوقه «صلصة البندورة والبصل وقطع الدجاج» وتفوح من الطعام رائحة البهارات وخاصة «الكمّون» الضروري لأن «المفتول» بينفُخ وعلاجه «الكمّون».
وهكذا، تغدّيتُ «مرتين» في يوم واحد، وهو حدث يستحق التسجيل في موسوعة «الرّايق» للأكلات الشعبية.
لكن الأجمل من ذلك، وكل ما حدث «جميل جمال، مالوش مِثال» كما يقول المرحوم فريد الأطرش، هو أننا (كل افراد الأُسرة)، نمنا مبكرا وعلى «جنب واحد»، ولم تزُرني «الكوابيس» اللي بالي بالكم، وقمتُ أسأل زوجتي «ظلّ عنا مفتول»؟.
ولا عزاء لـ»محمود».. مين محمود؟.