ماذا لو وصلت قوات تنظيم الدولة الإسلامية إلى فلسطين المحتلة؟


الأستاذ الدكتور أنيس الخصاونة

سؤال هام يراود الكثيرين ممن يرون تقدم قوات تنظيم الدولة الإسلامية على كافة جبهاتها في مصر والعراق ، ويرى رباطة جأشها وضخامة بأسها على القوات التي تقاتلها.لن أخوض كثيرا بما ورد عن ممارسات تتعلق بسبي النساء وقطع الرقاب وتشريد بعض الأقليات فهي إن صحت ليست ممارسات تنسجم مع ما يدعوا إليه تنظيم الدولة ويقاتل من أجله. قوات تنظيم الدولة تحقق مكاسب متتالية وها هي اليوم تستولي على حقل نفط هام ثاني في سوريا وأصبح معدل دخلها من بيع النفط بنصف سعره السوقي مليون دولار في اليوم الواحد ناهيك عن بيع الغاز السوري في الأسواق السورية . والسؤال الذي يتبادر للكثيرين وخصوصا من الفلسطينيين والعرب المقهورين تحت سطوة إسرائيل أو بعض الأنظمة والحكام المستبدين ماذا لو وصلت قوات تنظيم الدولة إلى حدود فلسطين المحتلة ؟وهل يمكن لها أن تهدد وجود إسرائيل وكينونتها؟ وهل لديها القدرات التقنية واللوجستية ، والعقيدة القتالية ، والإرادة التي يمكن أن تريح الأمة العربية من وجود هذه الدولة العنصرية؟هل يمكن لداعش أن تفاجئ العالم بأسره لتعيد ترتيب وترسم خارطة عربية إسلامية للمنطقة ؟

المجريات على الأرض تشير إلى توفر عقيدة قتالية لدي تنظيم الدولة غير معهودة في كثير من جيوش العالم ولم نسمع أو نرى مثلها إلا ربما في غزة إبان العدوان الإسرائيلي عليها قبل شهور قليلة ،حيث أن القوات الإسرائيلية المعتدية فشلت في تحقيق أهدافها ، وأهينت كبريائها ، وسقطت شعارات كثيرة كانت ترفعها أمام صمود مقاتلي كتائب القسام والجهاد الإسلامي المحاصرين والمحدودي القدرات والإمكانات. فإذا تسببت الإرادة والإيمان والإصرار في استبسال حماس والجهاد في غزة وبإمكانات جد متواضعة وبأسلحة بدائية فكيف يمكن أن يكون الأمر لو وصلت جحافل تنظيم الدولة المسلحة جيدا إلى مشارف عسقلان وروابي الجولان ومرتفعات القدس وسهول بيسان ومرج ابن عامر؟

صحيح أن السيناريو الذي نتكلم عنه هو افتراضي ويقترب من الأحلام ولكننا من حقنا أن نفكر خارج الصندوق ونطلق العنان لأفكارنا وتصوراتنا كيف لا ونحن نشهد تقدم داعش المطرد رغم كل القصف والأحلاف العسكرية والحصارات التي تحيط بداعش. إن كان تنظيم الدولة الإسلامية على حق فسينصره الله ولو اجتمع عليه الجن والإنس وإن كان على باطل فسيزول مثلما زالت كثير من الفرق والشيع على مدار الزمان .
 
قبل أيام صرح وزير الاستيطان الإسرائيلي، أوري أرئيل،بأن على القيادة الأردنية أن تتذكر العبر والدروس من حرب عام 1967، فيما يمثل استخفافا بالانتقادات الأردنية للسياسات الصهيونية في القدس المحتلة والمسجد الأقصى" ونحن نذكره هنا بأن الدنيا تغيرت والشعوب انتفضت وانتصرت على خمولها وانكسارها وارتباطات قادتها وحكامها بالأمريكان والقيادات الصهيونية . على هذا الصهيوني أن يتذكر ما فعله الأشاوس أبطال القسام بقواتهم وكيف أهانوا كبريائهم كما عليه أن ينظر إلى تقدم داعش وبأسها وصلابتها . على هذا المجرم أوري أرئيل أن يعلم أن الأردنيين والفلسطينيين سيكونون للإسرائيليين بالمرصاد فلا تكرار للماضي ونعتقد أن حرب غزة الأخيرة قد جعلتنا الآن نؤمن بأن زوال إسرائيل ممكنا وليس صعبا . السؤال الهام هنا هل من الممكن أن يكون زوال إسرائيل على يد قوات تنظيم الدولة أو قوات القسام والجهاد الإسلامي أم على يدهم جميعا أم على يد فئة لا نعلمها والله يعلمها؟الإجابة لديكم أيها القراء الكرام....