رئيس الوزراء وتعيين رؤساء الجامعات تحت الضوء

اخبار البلد  د.عائشة مطر
قبل عدة اشهر استطاعت الاعلامية المتمكنة سهى كراجة في برنامجها تحت الضوء ان تنتزع تصريحاً خطيراً من وزير التعليم العالي الاسبق حول سطحية الية تعيين رؤساء الجامعات في عهده والعهود السابقة واللاحقة عندما اشار الوزير الى انه طرح ثلاثة اسماء امام رئيس الوزراء علي ابو الراغب ووضع امامه سلبيات اثنين منهم تمهيداً للثالث الذي يريده الوزير فما كان من المذيعة ان فاجأت الوزير بقولها ان هذا تصريحاً خطيراً فاين المحالس والانظمة والقوانين خاصة ان القانون يعطي صلاحية التعيين لمجلس التعليم العالي لينسب بتعيين رئيس الجامعة وليس للوزير.
الحقيقة ان الية الواسطة والمناطقية هي التي افرزت جامعات مترهلة وغائبة عن المستوى المطلوب لجامعات المستقبل. فالرئيس غير القادر يعيد الجامعة للخلف وهذا ما يحدث الان فالجامعات الحكومية اصبحت في خبر كان. تعرض البرنامج للفترة التي تمت فيها اقالة سبعة رؤوساء جامعات وبرأيي انه كان قراراً صائباً في تلك الفترة والتي اعادت مستوى التعليم العالي لمكانته الصحيحة فالذين اقيلوا تم تعيينهم اصلاُ بالواسطة او انهم وصلوا من العمر عتياً ولم يعودوا قادرين على مواكبة التقدم والتطور وكم نحن بحاجة لثورة مشابهة فسمعة الجامعات الاردنية اصبحت على المحك. ورويداً رويدا ستكون الجامعات مقتصرة على الاردنيين لانه ليس لهم مكان اخر يقصدوه فمثلاً ماليزيا تستقطب مئتي الف طالب سعودي والاردن لا يستقطب 5% من هذا الرقم ونحن الدولة الاقرب.
اما اللجان التي شرع بها مجلس التعليم العالي لتعيين رؤساء الجامعات مؤخراً فهي لجان شكلية بدليل تعيين رئيس جامعة ال البيت واليرموك من اعضاء مجلس التعليم العالي وهو مخالف للقانون الذي يعطي المجلس الصلاحية للتعيين فكيف يعين اعضاءه رؤساء جامعات وندعي الشفافية والنزاهة. ان في هذا سنام تضارب المصالح. وهذه اللجان يعيبها العدد وعلاقة الاعضاء ببعضهم وسلطة الوزير عليهم ودليل عشوائية الاختيار استفالة احد رؤساء الجامعات قبل اكثر من عشر سنوات بعد شهر من تعيينه واخر حديثاً بعد سهر من تعيينه. نتفق جميعاً على قدرة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور في الايعاز بالية شفافة للشعب الاردني ولن يقع في اخطاء رؤساء الوزراء السابقين واخطر من التعيين هو التجديد لرئيس جامعة يتفق معظم اعضاء الهيئة التدريسية والادارية فيها انهم لا يشعرون بوجود رئيسهم وان الفوضى التي يحدثها ركضاً وراء التجديد والمكاسب الشخصية دمرت الجامعة فهل من المعقول تعيين اساتذة مساعدين في مواقع نواب عميد ورؤساء اقسام مما يشغلهم عن التدريس والبحث العلمي ويخلق حالة من الاختناق لدى الرتب العليا تلبية للواسطة وهل من المعقول تعيين الاقارب والاصدقاء في المناصب الادارية دون حسيب او رقيب. بل واستغرب اين تقارير ديوان المحاسبة من التجديد لرؤساء الجامعات واين التقارير المستقلة عن ما احدثه الرئيس من فرق في الجامعة منذ توليه المنصب واين تقييم مجلس التعليم العالي والوزير نفسه. يجب ان لا يمر التجديد بسطحية التعيين وكل الاكاديممين الاردنيين ينظرون لرئيس الوزراء ليحدث بصمة وانقلاب ايجابي لمصلحة التعليم العالي الاردني.
د عائشة مطر- بريطانيا
coreweb@admin.cam.ac.uk
00441223337733