غرقــت عمــان.. ومغـــردون يصفونها بـ «المدينة الكرتونية» ويطالبون بتعيين منقذين

اخبار البلد-


تسبب تساقط المطر بغزارة امس إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع والطرق والانفاق، فضلا عن تشكل سيول جارفة ضربت عددا من الطرقات الرئيسية. السيول الجارفة أودت بحياة العديد من الاشخاص، وغزارة المياه تسببت بمشكلات متعلقة بالكهرباء، ما أودى بحياة شخص نتيجة تعرضه لتماس كهربائي في وادي صقرة بعمان اثناء دهم الامطار لمجمع تجاري، وتوفي وافدان يحملان الجنسية المصرية، من جراء تعرضهما لصعقة كهربائية تسبب بها دهم الأمطار لمسكنهم بمنطقة بيادر وادي السير.

وأغرقت مياه الامطار عدة مناطق وشوارع حيث لم تتمكن شبكة تصريف المياه من استيعاب كمية المياه الكبيرة في كثير من المواقع، وغرق تلك الشوارع تسبب بإحداث ازمة سير خانقة في شوارع المملكة.

جاهزية الامانة للتعامل مع الظروف الجوية التي صرحت بها ولأكثر من مرة في الفترة الماضية، تسببت بتذمر المواطنين لما آلت اليه الاوضاع في شوارع عمّان نتيجة تساقط الامطار بغزارة واصفين العاصمة عمّان بالمدينة الكرتونية.

"عمّان المدينة الكرتونية" هاشتاغ استخدمه الاردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن استيائهم من الجهات المسؤولة عن البنية التحتية لشوارع العاصمة عمّان الذين اكدوا بانها قادرة على استيعاب الظروف الجوية مهما كانت قساوتها.

وتبادل الاردنيون على صفحاتهم صورا ساخرة لما حدث في العاصمة عمّان من غرق لشوارعها، فتبادلوا صورا تظهر قوارب تسير في شوارع عمّان الغارقة بدلا من وسائل النقل العام وغيرها العديد من الصور، وتبادلوا عبارات بان على امانة عمّان تعيين منقذ سباحة في مناطق العاصمة للحيلولة دون غرق المواطنين.

عبارات الاستياء لم يُخفها المواطن الاردني خاصة انها "اول شتوة" حقيقية لهذا الموسم وقد غرقت عمّان، ويبقى السؤال الذي تبادله المواطنون أين هي الجاهزية التي تحدثت عنها امانة عمّان والحكومة لاكثر من مرة مؤكدين أن العمل قد تم على البنية التحتية بحيث تكون قادرة على استيعاب الظروف الجوية.

من جانبه أكد نائب مدير المدينة للاشغال العامة المهندس ياسر العطيات ان حدوث ارتفاع في منسوب مياه الامطار في عدد من شوارع العاصمة عمان والانفاق المرورية ، تتطلب فترة لاستيعاب تصريفها.

اشار العطيات الى ان كوادر امانة عمان عملت بطاقتها القصوى على متابعة أحوال الشوارع ومعالجة تجمعات المياه والاغلاقات وازالة انجرافات الأتربة اليها ، وان الوضع عاد الى طبيعته خلال ساعتين من تساقط الامطار الغزيرة وبشكل قياسي.

وحسب المدير التنفيذي للطرق المهندس احمد خريسات فان كافة الشوارع والانفاق ضمن مناطق العاصمة اصبحت سالكة بمجرد توقف هطل الامطار واستيعاب الشبكات لتصريفها، باستثناء نفق الخامس لانقطاع التيار الكهربائي عنه ما تسبب بتوقف المضخات الغاطسة التي تعمل بالطاقة الكهربائية الذي تم فتحه مباشرة مع عودة التيار الكهربائي ومباشرة عمل المضخات .

واشار الى ان امانة عمان تعاملت مع إغلاق بعض المناهل في نفق الدوار السابع العلوي بسبب انجرافات الاتربة ومواد البناء حيث تم بعدها فتح مناهل تصريف المياه وبالتالي فتحه امام الحركة المرورية.

وأكد تسجيل ارتفاع بمنسوب مياه الامطار في نفق الكيلو من دون تسجيل اغلاق عليه حيث تم تصريف المياه من خلال المناهل بفترة متوسطة ، لافتا الى حدوث انجرافات للاتربة وانقاض وحجارة في مواقع متعددة اهمها حي القيسية بوادي السير والتي تم العمل على رفعها من سعة الشارع .

وكذلك حدوث انجرافات لمواد بناء لورش قيد الانشاء ونتائج الحفر ما تسبب باغلاقات في شبكات التصريف.

ولفت الى ان زيادة المساحات العمرانية والاسطح الخرسانية في العاصمة ساهمت بزيادة كميات المياه المتدفقة للشوارع نتيجة قلة الاراضي والمساحات الفارغة التي تساعد على امتصاص المياه خلال الموسم المطري.

وأكد أن كوادر الأمانة تنصب جهودها على رفع كفاءة وعمل شبكة تصريف مياه الأمطار وتحسين أدائها، مع الإقرار بحاجة المدينة الى شبكة تصريف حديثة ومتطورة تواكب النمو والتوسع العمراني وهو ما يتطلب ملايين الدنانير لإنجاز ذلك.

واضاف ان حالات ارتفاع منسوب المياه الآني التي تحدث بالشوارع في فصل الشتاء ، تكون في غالبيتها ضمن المناطق المنخفضة نتيجة جريان المياه من السفوح والمناطق المرتفعة إلى المناطق المنخفضة .