«غزوة مطرية» تفضحنا
في ما يلي النتائج الاولية التي وصلت الى وسائل الاعلام بعد "غزوة مطرية" استمرت نحو ساعة:
وفاتان بصعق كهربائي لستيني وعامل وافد في مجمع تجاري بوادي صقرة بالعاصمة عمّان، بعد تعرضهما لتماس كهربائي أثناء دهم الأمطار للمجمع ومحاولتهما فصل القاطع الكهربائي.
وفاة امرأة أربعينية دهمتها السيول في منطقة وادي الريان بلواء الغور الشمالي كانت ترعى 20 رأسا من الأغنام.
اغلاق تام في شوارع عمان الرئيسية وبعض الدواوير منها دوار تقاطع الحرمين (الكيلو) ونفق خلدا ونفق الدوار الخامس ودوار المدينة الرياضية.
تعطل معظم الاشارات الضوئية في العاصمة عمان.
ارتفاع منسوب المياه في شوارع العاصمة وفي مدينة اربد نتيجة عدم تصريف المياه في المناهل.
المديرية العامة للدفاع المدني تطالب المواطنين ضرورة توخي الحيطة والحذر والأخذ بكافة أسباب الوقاية والسلامة وبخاصة خلال التنقل على الطرقات والابتعاد عن جوانب الأودية وأماكن تشكل السيول في المناطق المنخفضة.
هذا جزء يسير من الاوضاع التي عاشتها البلاد امس بعد شتوة لم تستمر اكثر من ساعة، وكانت الاحوال العامة مجال تندر النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حيث تركزت التعليقات حول الاستعدادات المبكرة للموسم المطري لم تكن إلا استعراضا إعلاميا حكوميا لم تحسن فيه الأجهزة المتعددة في التعامل مع الأمطار.
ازمة شتوة امس تفتح سؤالا واسعا عن قضية التخطيط في البلاد، وهل هي حقيقية ام للاستهلاك الاعلامي، وورشات العمل، والخطط التي تكلف الدولة الملايين، واللجان المشتركة، وغرف العمليات، وعند وقوع الازمة تختفي كل هذه المظاهر، ويكون المواطن هو الضحية لهذا التخبط وسوء الادارة والمتابعة.
لا ادري لماذا نفشل في مواجهة اية ازمة تعبر البلاد، (والامطار والحمد لله ليست ازمة بل نعمة) ولماذا خططنا واستعداداتنا تضيع مع اول موجة، وحال البنية التحتية في بلادنا هشة الى درجة لا تفلح في تصريف مياه الامطار، ولا في استيعاب "ثلجة محرزة"!؟.
لدينا في الاردن دائرتان اثبتتا خلال السنوات الماضية انهما نموذج في تقديم الخدمة للمواطنين بكفاءة واقتدار تضاهي الدول المتقدمة، وهما دائرة الاحوال المدنية والجوازات ودائرة ترخيص السواقين والمركبات، بحيث لا يتعطل المواطن اذا اراد اية خدمة من هاتين الدائرتين.
على رأس هاتين الدائرتين الان شخصيتان اداريتان من طراز رفيع، هما امتداد لشخصيات قامت بادارة وتطوير هاتين الدائرتين الى هذا المستوى الرفيع من العمل والانجاز، فلماذا لا تصل كل دوائرنا ومؤسساتنا الى هذا المستوى من الادارة والتخطيط.