ترويض «النّمْلة»
عندما ظهر «الفيديو» كجهاز وأفلام في الاردن،كنتُ حريصا على «استئجار» شرائط الاعمال السينمائية القديمة والكلاسيكية، حيث كان وقتها «الاستئجار» للافلام هو «النظام الساري»، وكنتُ أدفع للمحل»رهنا» عبارة عن مبلغ حتى يضمن الرجل إعادة الفيلم اليه.
ومن ضمن ما شاهدتُ،فيلم»ترويض النّمِرَة» بطولة»قطّة أو نَمِرَة» السينما العالمية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي النجمة إليزابيث تايلور.
وكنتُ متعاطفا مع البطل النجم ريتشارد بيرتون الذي قضى مدة الفيلم وهو «يزبّط»أو يُروّض «النّمرة» صاحبة الأُنوثة الصارخة.
وفي الوقت الذي كتب فيه الأخ وليم شيكسبير روايته الشهيرة «ترويض النمرة» والتي تحولت الى مسرحية باسم»ترويض الشرسة» حيث يُفْهم من العنوان ان المقصود هي المرأة العصيّة على التدجين،نجد بعضنا يعيش»وهم» إصطناع علاقات وادّعاء بناء «صحبة» مع نساء «صعبات المنال»،إن لم يكنّ «مستحيلات».
ويتخيّل هؤلاء ورغم «سهولة» إقامة علاقات في زمن»الفيس بوك»،الاّ أن بعض الرجال والشباب والغِلْمان يتافخرون بأن لهم «مئة»صديقة ولا يميزون بين علاقات «الفيس بوك» التي تقوم على طريقة « التيك أوي» وبين العلاقات الحقيقية التي تقوم على الحب والمشاعر العميقة بمعناها وجوهرها.او بين ترويض» النّمِرة» وبين «تزبيط النّملة».
نعود ل»الأدب» ونشير الى ان «ترويض النمرة» أو «كاثرين الشرسة» وهي رواية من أبسط كتابات شكسبير التي تعبر عن المرأة بوجهيها الرقّة والعنف، وتتحدث عن تاجر ثري لديه ثلاث بنات جميلات أكبرهن وأجملهن «كاثرين» وقد توفيت زوجته وهن صغيرات السن، وقد عرفت «كاثرين» الجميلة بكاثرين «الشرسة» أو «المجنونة» لانفعالاتها الشديدة بتكسير الأثاث وكل ما يعترض طريقها كلما تقدم عريس لخطبته، وقد زادها عنفها شهرة وانقطع الخاطبون عنها وبذلك أضرت بأختيها الرقيقتين لرفض أبيها تزويجهما قبل كبيرته كاثرين.
فاضطر الأب المسكين إلى نشر إعلان في البلدة بأنه سيدفع مبلغاً كبيراً لمن تقبل «كاثرين» به زوجاً. فسمع بذلك تاجر شاب غني معروف بحبه للمال وزيادته رغم غناه وسمع عن جمال «كاثرين» وثرائها فتقدم لخطبتها وكالعادة ثارت «كاثرين» في وجهه فثار كذلك كالمجنون لكى تخاف وقام بحركات بهلوانية أرعبتها بالفعل فدخل وقال لأبيها إن ابنتك الرقيقة قد قبلت بالزواج مني وكاثرين مرعوبة أن تنطق وقد تم واستطاع «بتريشيو»/اسم الشاب، بتحويل «كاثرين الشرسة» إلى «كاثرين المطيعة» بحيله وعنفه تارة وادعائه الجنون مرة أخرى وتجريدها من الرفاهية لتصبح بذلك أرق وأكثر بنات ابيها طاعة مما دفع أبوها لزيادة إرثها للضعف قائلاً إن كاثرين أصبحت امرأة جديدة بإرث جديد.