عروبة ومواطنة
لو درسنا المحتوى الرئيسي لثورة العرب المعاصر ة سنجد انه يتلخص في كلمتين ومفهومين رئيسيين
العروبة و المواطنة
العروبة : وكأن الجماهير العربية متواعدة ومتفقة على كلمة سر واحدة ففي لحظة تاريخية فارقة ونادرة خرجت الجماهير العربية على امتداد الوطن العربي الكبير بوجدان واحد وروح واحدة قد اختقت كل الحدود والحواجز الاقليمية وكأنها لم تكن يوما ..من تونس مهد الثورة ..الى مصر ..ليبيا ..اليمن ..البحرين أعيد انتاج فكرة الامة ووحدتها بأيدي شبابها ..
..تجاوزت الجماهير كل الاحزاب وكل القوى السياسية و قفزت فوق المطالب الفئوية او الطبقية او اليومية وانقضت مباشرة على النظام السياسي تريد تغييرة اسقاطا او إصلاحا...وتحركت بنفس الاساليبب .
ابدعت كل منطقة ما يتناسب مع ظروفها وامكاناتها لكن اروح بقيت واحدة .
اما الانظمة فردت بنفس الاسلوب أيضا ..القمع والرشوة فلاهذه نفعت ولا تلك.
لم يترك ما حدث ويحدث مجالا للشك بوحدة الامة ..وحدة مشكلها ..وحدة الامها ..وحدة آمالها وتطلعات شعوبها..بدت الحدود وانقسام الامة الى الى شعوب وانقسام الشعوب الى طوائف وقبائل ..ضربا من العبء الثقيل وارث الماضي الفاسد والمهين الذي تناضل الامة الى تجاوزه الى غير رجعة
المواطنة
المواطنة هي ان يكون لكل مواطن حق محفوظ في السلطة والثروة
حقه في الحياة مقدس
كرامته مصونة ورأسه مرفوع
حريته مكفولة
حقه في الصحة والتعليم متساو
له الحق في اختيار من يمثله ومن يكون له دور في صياغة حياته من رئيس الدوله الى كبار المسؤولين ..الى رئيس المجلس المحلي والمهني.
له نصيب في الثروة الوطنية .
هذه هي المواطنة وبرايي فإن مفهوم المواطنة اوسع حتى من مفهوم الديمقراطية .فهو يشمل الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويمتد عبر الزمن بكرامة الحاضر وضمانة المستقبل .
المواطنة هي ان تمتلك حرية الارادة لا يحدها عوز او خوف
انتزعها المواطن العربي
منذ ان صدح
الشعب يريد
ما اعظمها من عبارة
جملة تعكس عبقرية الشارع العربي ومستقبله المشرق
عروبة ..مواطنة ..انتصار
لانه
لاشيء يقف في وجه الشعب الذي يريد
نعم ..لاشيء
عمان -2/3/2011