اسرائيل تلعب بالنار في باحة المسجد الاقصى !


يبدوا ان الكيان الصهيوني الغاصب باجراءاته البهلوانية التصعيدية في القدس الشريف وحول المآذن والمقدسات يراهن على حالة الضعف والتردي والتشرذم التي تعاني منها الامة العربية الاسلامية هذه الايام ، مؤملاً تحقيق اهداف منها جس نبض وقياس حساسية الضمير العربي تجاه المقدسات الاسلامية والمسيحية الشامخة كالجبال الشاهقة بوجه ذاك الكيان الغاصب غربي النهر الخالد شاهدةً على الحقٍّ الابلجٍ الواضحٍ كفلق الصبح للعرب مسلمين ومسيحيين الذي تغتصبه وتنتهكه اسرائيل وتحاول عبثا اقصى جهدها العمل على تهويد هذا الحق وتغيير معالمه وتزوير شواهد التاريخ الماثلة للعيان قباباً ومآذنا وأجراساً تقرع جنباً إلى جنب مع اصوات المؤذنين والمرتلين والعاكفين في بيوت الله تعبدأً وصموداً يحثوا التراب بوجه (البلدوزرات) والحفّارات التي تتربص الدوائر بالمقدسات وتتحين الفرص لانتهاك حرمتها وتدنيس قدسيتها .



ويبدوا ايضا ان الكيان الصهيوني يهدف من وراء اجراءاته التهويدية المحمومة التي يمارسها على المقدسات في فلسطين إلى توجيه ضربة قاسية ليس فقط للوجود المادّي الواقعي المتمثل بالاوقاف والمقدسات الاسلامية والمسيحية الرابضة والراسخة على ارض فلسطين وانما لما تمثله تلك المقدسات في الضمير والوجدان العربي الاسلامي والمسيحي من قيمة يعرفها ذاك الكيان الغاصب بشهادة صفحات التاريخ وشهادة الدماء التي روّت التراب الطاهر في اكناف الاقصى والعظام الراقدة تحت نصائب القبور في القدس ونابلس والخليل والغور الاردني .



يجب ان تعرف اسرائيل انها باجراءاتها التهويدية وانتهاكها للمقدسات في فلسطين انها تلعب بالنار وانها باجراءاتها تلك تحاول نزع فتيل كل قنبلة في فؤاد وضمير كل عربي ومسلم غيور وانها تعمل- عن منها او عدم دراية- على تثوير ذلك البركان الخامد تحت رمال وصخور العرب المتراكمة منذ امدٍ طويل فوق فوهة ذاك البركان المتحفّز .

ليعرف المخططون من (حكماء!) صهيون وحاخامات الكنيست الاسرائيلي انه قد تخونهم (حكمتهم ) عند العبث بفتيل القنبلة الموقوته المتمثلة بمكانة المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس وجوار القدس في قلب كل عربي مسلم او مسيحي، وسيعرفون ان طال الزمان او قصر ان اعمالهم ومخططاتهم الشيطانية ضدّ بيوت الله في ارض الله انما هي مكر الشياطين الذي يحيق باهله ليكون سبباً مباشراً بانتصار الحقّ المبين واندحار من منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها ليلحق به الخزي والعار.

صالح ابراهيم القلاب