احترنا .. اسرائيل صديقة أم عدوة أم جارة ؟؟؟!!


تأسست دولة اسرائيل منذ بداية القرن التاسع عشر ولا أريد أن أدخل بتفاصيل جدالية عن كيفية التأسيس ولكن اليوم اسرائيل هي دولة موجودة بالشرق الاوسط شئنا أم أبينا ولها حدود مع لبنان شمالاً وسوريا من الشمال الشرقي والأردن من الشرق ومصر من الجنوب الغربي ، اذاً لها حدود مع اربعة دول عربية والخامسة فلسطين . 

واسرائيل ليس لها حدود رسمية منذ عام 1948 وعليه فهي قابلة وقادرة على التوسع في كل الاتجاهات، وهذا ما جعل الاردن يوقع اتفاقية سلام معها لضمان عدم خسارته مزيداً من الاراضي ، وهو قراراً استرتيجيا أمنياً وخلافياً شعبياً في الاردن. 

الأردن هو ثاني دولة وقع اتفاقية سلام مع اسرائيل بعد مصر في 26 اكتوبر 1994 وثالث جهة عربية بعد منظمة التحرير الفلسطينية ، وفي ترويسة الاتفاقيات الثلاثة مكتوب اتفاقية سلام مع دولة اسرائيل اذاً مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية يعترفون بدولة اسمها اسرائيل . 

منذ نشأة اسرائيل والدول العربية تعيش في حالة من العداء مع اسرئيل ظاهرياً وليس عملياً بل نظرياً وتنظيراً من الحكام والحكومات والمحللين السياسين والكتاب وغيرهم فهم لم يقدموا للقضية الفلسطينية الا التنظير الفارغ من المضمون . 

دعوني أعود لعنوان المقال وهو هل اسرئيل صديقة أم عدوة أم جارة ؟؟!! هي جارة رغماً عنا وهي عدوة هكذا تعلمنا وصديقة لا يمكن أن تكون . 

في تعريف السياسة كان يقال بأنها " فن الممكن والمستحيل " ولكني اود ان اغير هذا التعريف وأقول السياسة هي علاقة تزاوج بين الممكن والمستحيل في ظرف ما . 

اتفاقيات السلام كانت مستحيلة ولكنها اصبحت ممكنة في ظرف معين وأصبحت واقعا لا بد أن نتأقلم معه، ولكن مشكلتنا مع السياسة والسياسيين في هذا الزمن .. فمن يفهم بها نادراً ما يتكلم ومن يتكلمون بها لا يعرفون الا قليلاً . 

ما أردت أن أصل له بأن ما تطالب به النقابات والفعاليات الشعبية وبعض أعضاء مجلس النواب أحيانا بإنهاء إتفاقية السلام مع إسرائيل ،وفي ظروف اخرى يطالبون الدولة الاردنية استثمار الاتفاقية وبنودها للضغط على إسرائيل لمساعدة الاشقاء الفلسطنيين كما حدث أخيراً في قضية المسجد الأقصى وقبلها في غزة وغيرها وغيرها . 

هذا التناقض السياسي والفكري عند البعض هو ما جعلني أسألهم ماذا تعني إسرائيل بالنسبة لهم هل هي صديقة أم جارة ام عدوة ، في الحقيقة علينا أن نحترم هذه الاتفاقية حتى لو لم نقتنع بها فبعض من ينظر علينا في كره إسرائيل من فعاليات ونواب يصطفون على باب السفارة الاسرائيلية للحصول على " فيزا " وهمهم الوحيد بأن لا يراهم احد وأن لا تختم " الفيزا " على الجواز . 

البعض منهم لا يأكل الا الفاكهة والخضراوات الاسرائيلية لأنها الافضل والبعض لا يثق إلا بالاطباء والمستشفيات الاسرائيلية لأنها الأفضل ، وهم أنفسهم يبعوننا تنظيراً وكلاما في كره اسرائيل على الفضائيات، أقول لهم عودوا لأعمالكم التجارية وشراء الذمم والولاءات واتركوا السياسة لأصحابها، فاتفاقية السلام هي من جعلت البعض يشتم اسرائيل لأنها حمته من العواقب قبل ان تحمي الدولة. 

وفي الختام أنا لا ادافع عن اسرائيل لمن يقرأ بين السطور ولكني أدافع عن المملكة الاردنية الهاشمية الى ان يتحقق حلم البعض بزوال اسرائيل عن الوجود.