الثورات العربيه ظد الظلم


قظت الشعوب العربية فترة طويلة في ظل أنظمة الفساد والاستبداد ، ولم تكن تجد خلال هذه الفترة الطويلة من يمسح دموعها من العلماء الدعاة إلا القليل ممن رحم الله عز وجل. ومعلوم أن الأنظمة العربية الفاسدة تحيط دائما نفسها بفئة العلماء المأجورين الذين يتحدثون في الدين باسمها ، الشيء الذي خلق فهمين لنفس الدين على طرفي نقيض وهما : فهم السلطة للدين ، وفهم الشعوب له. وساند الفهم الأول ما يعرف بعلماء الأنظمة ، وساند الفهم الثاني ما يعرف بعلماء الشعوب. وفهم الأنظمة للدين يعني فرض نفسها على الشعوب باسم شرعية الدين حتى لو كان تدبيرها وسياساتها لا تتناغم مع قواعد الدين. ولهذا ينشغل علماء الأنظمة بتبرير سياساتها غيرالمتناغمة مع قواعد للدين ، يحاولون إقناع الشعوب بذلك الشيء الذي يفقدهم مصداقيتهم من جهة أمام قواعد وضوابط الدين ، ومن جهة أخرى أمام الشعوب الواعية بهذه القواعد والضوابط ، والتي تدين بشدة استغلال الأنظمة الفاسدة للدين من خلال ركوب علماء مأجورين . ومقابل ذلك يشتغل العلماء الدعاة المخلصون لتقديم الدين وفق ضوابطه وقواعد لا يبالون بمضايقات الأنظمة الفاسدة لهم ، الشيء الذي يجعل الشعوب تثق فيهم ، وتلتف حولهم ، وتتبنى طروحاتهم . ولقد سلط الربيع العربي المزيد من الضوء على العلماء باعتبار قربهم أو بعدهم من الأنظمة الفاسدة التي اندلعت الثورات الشعبية ضدها . ولقد حاولت الأنظمة الفاسدة النافقة الاستنجاد بعلماء السوء أو الأجر الدنيوي عندما تم تضييق الخناق عليها بسبب ثورات الشعوب، وهو ما حصل على سبيل الذكر لا الحصر،حيث أفسح الاعلام الرسمي الرسمي ولفترات طويلة لبعض المحسوبين على العلماء من أجل تأطير الحملة الدعائية لنظام العربي الهالك ، وهو نفس ما يقوم به النظام الدموي اليوم في سوريا ومصر والسعوديه وليبيا وغيرها،حيث استغل بعض العلماء ـ والله أعلم بالكيفية التي استغلوا بها ، وهو أعلم بباطنهم خصوصا الذين عرفوا من قبل بالإخلاص في الدعوة إلى الله عز وجل ـ . وهكذا وجد العلماء خصوصا الدعاة منهم أنفسهم أمام تمحيص امتحان عسير، وبين فكي كماشة الأنظمة الفاسدة ، والشعوب الثائرة عليها . ولا يمكن إنكار دور بعض العلماء الدعاة في دعم الربيع العربي حتى أن بعض الجهات التي تكن لهم العداء التقليدي اتهمتهم بالتحريض على هذه الثورات ، وبالمؤامرات ضد الأنظمة الفاسدة ،علما بأن مواقف هؤلاء العلماء كانت دائما ضد الفساد بكل أشكاله بما فيه فساد الأنظمة. ومقابل مواقف العلماء الدعاة المخلصين حاول بعض المحسوبين على العلم والدعوة أو المتطفلين عليهما من أصحاب الطموحات الطائفية الضيقة ركوب الربيع العربي في بعض البلاد العربية وتحديدا ركوب شباب وأغرار الربيع العربي الذين حركتهم الثورة على الفساد بعيدا عن خلفيات أصحاب هذه الطموحات الطائفية الذين تشبه مواقفهم أحوال الملاحين الذين يوجهون شراعهم حيث هبت الريح دون تحديد اتجاههم بشكل دقيق ، بل يصير اتجاههم في عرض البحرهو اتجاه الريح بحكم انتهازيتهم ووصوليتهم . ولقد انكشف أمر هؤلاء للشعوب العربية ، وأورثهم ذلك الخزي والعار ، وفقدوا مصداقيتهم التي كانوا يدعونها من خلال استغلال وركوب الدين لأغراض سياسية بخسة ، وهم النوع الذي يلتمس الشرعية في استدراج الأتباع المضللين من العوام والسوقة والسذج والبسطاء من الناس . وتشكل مذبحة الشعبالعربي التي يرتكبها النظام العربي الدموي محكا حقيقيا لتمحيص العلماء الدعاة المخلصين ،حيث يقتضي الأمر مساندة هذه الشعوب في مواجهة النظام المستبد بالفعل بدأت بعض مواقف العلماء الدعاة الصادقين تبرز في اتجاه دعم ثورة الشعوبالعربيه ، في حين لا زالت مواقف الكثير منهم دون المستوى المطلوب ،مع أن هذه المواقف صارت واجبة شرعا عليهم ، وصارت الشعوب العربية تترقبها بفارغ الصبر ما دام النظامالقهري يتهم كل من يستنكر مجازره الرهيبة ضد الشعبالعربي بأنه يمثل الخيانة والعمالة لأمريكا وإسرائيل . ومعلوم أن الولايات المتحدة بغزوها للعراق ، وبتسليم السلطة فيه للرافضة خلطت الأوراق في المنطقة من أجل تأمين الوجود الصهيوني ، وتأمين مصالحها. وتظاهر الولايات المتحدة والغرب بالتعاطف مع الشعوب العربيه عبارة عن محاولة تلطيخ ثورته الطاهرة ، وعبارة عن ترجيح لكفة التيار الرافضي في المنطقة ، والذي يستغل وقوف العلماء الدعاة الصادقين مع الشعب العربي المقهور لاتهامهم بالعمالة للغرب وللولايات المتحدة ، وذلك لتبرير المذابح التي ترتكبها عصابات مرتزقة الرافضة للصلاح والمكاشفه،ان الشعوب العربيه الطاهره والمعتمده على الله عز وجل ،وعلى كل الشرفاء في العالم ، وعلى العلماء الدعاة الصادقين الذين يوجهون ويساندون ثورته الماجدة المظفرة.