طلال عبيدات .. فارس يترجل رفض وادي عربة !


بقلوب يسكنها الحزن ولوعة الفراق، ودعت اربد أمس، والاردن، رجلا كبيرا من رجالاتها، نائبا أسبق وسياسيا وقومياً ما تراجع او تنازل او تناسى.. انه المرحوم طلال حامد عبيدات « أبو سليمان» الذي وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض.
وابو سليمان، الذي ابتعد عن السياسة منذ زمن طويل، عقب ان أبلى البلاء الحسن في المجلس الثاني عشر، وكان من النواب الذين عارضوا اتفاقية وادي عربة، ، وله مواقفه الوطنية والقومية، آثر ان ينكب على أعماله بعد ان أدرك ان المكان ليس مكانه، فبضعة شجيرات في جبال إربد تبقى ملاذاً وسكناً لمن كانت نفسه كبيرة كنفسه.
خدم ابو سليمان في الجيش العربي برتبة ضابط وشارك في جميع الحروب ضد الكيان الصهيوني وأبرزها معركة الكرامة، وكان دائما يستذكر تلك الأيام ورفاق سلاحه، من قضى منهم ومن بقي.. وما بدلوا تبديلا.
يسر لي حسن الحظ ان التقي الراحل عدة مرات، وكنت دائما أشعر بدفء حضوره وبساطته وأصالته وفروسيته، مع طيب نفسه وخلقه الكريم.
أمس ووري جثمان ابو سليمان الثرى في بلدة يبلا ببني كنانة، وودعه الناس الوداع الاخير.. بيد ان ذكراه ستبقى ما بقيت تلك الانسام التي تهب من فلسطين التي أحب وقاتل لأجلها.. وما بقيت القضية.