إلى لجنة «التسعير» ؟!!
السادة أعضاء لجنة تسعير المحروقات الشهرية،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما بعد،
في خاطرنا "رفع" كبر واتسع، و"تخفيض" نما وأوجع، و"تثبيت" للأسعار لم نفهم له معنى ولم نجد له في أمهات الكتب مرجعا..
لأن الاردن لنا جميعا، من جباله استشرفنا الأمل، ومن كرامة أهله تعلمنا كيف تبنى الاوطان بالعزة والشهامة لا بأسعار النفط واحتياطات الغاز، ومن وراء لجنتكم الموقرة بات لدينا الصابرون صبر سيدنا أيوب على الشدائد والمحن ،..
لا نسألكم شرحا او توضيحا لمعادلاتكم الحسابية في "التسعير" ، فلو عادت الايام وأنجبت "نيوتن" لن يفهمها، ولو اجتمع جميع من فازوا بجوائز نوبل من جائزة الفيزياء الى جائزة السلام على ان يجدوا حلا لمعادلاتكم فلن يجدوا لها حلا حتى لو عصروا أدمغتهم عصرا، ولو اجتمع عباقرة الاقتصاد وعلماء الذرة وأطباء الجهاز الهضمي والتناسلي وشوفيرية خط عمان العقبة على أن يأتوا بأمثلة مشابهة لحسبتكم فلن يجدوا أمثلة مشابهة لها حتى في احلامهم !!
لم تعد الحسبة بحاجة الى اجتماع، ولم تعد الحسبة بحاجة الى تصريح، ولم تعد الحسبة بحاجة الى مقارنات، ولم تعد الحسبة بحاجة حتى الى "آلة حاسبة" ، فالمسألة بغاية البساطة إن أردتم الشفافية، وان اردتم أن نعيد جسور الثقة بين المسؤول والمواطن، وان أردتم لهذا الوطن وشعبه خيرا ..
اقسموا سعر تنكة البنزين حين كان سعر برميل البترول 150 دولارا على اثنين وسلم الله وبارك، لأن سعر البرميل اليوم يقارب من 78 دولارا ولن تفرق بضعة قروش في حسبتكم، طالما وضعتم ثقة الشعب في حساباتكم،
لا تطلوا علينا بتخفيض لا يتناسب مع أسعار النفط الحالية ، حتى لا ينالكم من دعاء المقهورين جانب وانتم أدرى منّا جميعا بعذاب القبر فلن يؤنس وحشتكم سوى العمل الصالح ، والتسعير الصالح، والبيع الصالح !!
لا تطلوا علينا بتخفيض عن "العتب"، فننسف آخر جسور الثقة بيننا، فأنتم الحصن الاول بمواجهة "داعش"، وانتم الحصن الاول في الحفاظ على مقدرات الوطن، وانتم الحصن الاول بأن لا تعود نسائم الربيع العربي لتهب على بلدنا من جديد..
لا تطلوا علينا بتخفيض يثير فينا السخرية والضحك، ويثير فينا الكره والبغض، ويثير فينا الحقد والانتقام، فالاردن بحاجة اليوم الى تماسك الجبهة الداخلية أكثر من أي وقت مضى !!
لا تطلوا علينا بتخفيض "هو وقلته واحد" ، فغدا لن يصدقكم أحد في الاصلاح المنشود، ولن يصدقكم أحد في خطط البناء والتنمية، ولن يصدقكم أحد في قرارات الرفع في مواجهة العجز والمديونية..
ننتظر قراركم، ونتمنى أن يؤخذ بحس وطني صادق، ودون مبالغات، ودون ترضيات، فالكل يسأل اليوم عن مقدار التخفيض ؟!!
فلا تجعلوا من برميل "برنت" ، برميل "انفجار" من الضحك والسخرية والاستهتار ؟!!
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد..