الى عادل السليمان ليس كل هجوم دفاع
ما زال مسلسل التطرف في الأطروحات و المواقف مستمرا, حتى أصبحنا على وشك الاقتناع التام ان المتطرفين في أفكارهم جميعا يعملون بقصد وتعمد على إذكاء روح الفتنة وتأصيلها لتصبح يوما قانونا او مادة في قانون, من نزه عليا وألهه تطرف وأشرك, ومن طعن في معاوية وكفره تطرف وجنح, فلا علي منزه بل كرم الله وجهه سيدنا, ولا معاوية كفر والعياذ بالله بل سيدنا رضي الله عنه, ولكنهما بشر في اجتهادهم يصيبون ويخطئون, ولان الإسلام عقيدتنا التي آمنا بها حقيقة وحق, فان الوسطية التي أتى بها الإسلام هي المنهج الأمثل الذي ما سار عليه توسطا الا كل عاقل يريد النجاة لنفسه ولقومه, فخير الامور أوسطها, فلا تطرفا في الاتهام والسب ولا تطرفا في الدفاع والذود, الا الوطن فكل تطرف من اجله محبة ودفاعا محمودا لا مذموم بل واجب مفروض.
سيتهمني من يتهمني أنني حين أضفت الا الوطن في آخر فقرتي أعلاه قصدت منها ترك الامور مفتوحة لاجتهاد كل متطرف, وارد قائلا لا وإنما أضفتها في الفكرة لان التطرف في حب الوطن واجب ان ثبتت الادعاءات وواجب ايضا ان ثبت عكسها, ولكن ما زالت البراهين مخفية والأدلة غير مثبتة كما الاتهامات, يبقى الادعاء تطرفا, ولأننا نحب الاردن ونريد له التقدم والسلامة دائما, فان دعوة التخفيف والتأكد من الاتهامات قبل إطلاقها لتتحول الى إشاعات أمر ضروري وملزم, ولكن وللأسف فان الدفاع سيكون متطرفا ان لم يتركز على الحجة والمنطق والإقناع, أعجب لمن أراد الدفاع عن إنسان او عن فكرة او توجه فيعلن راية الهجوم ويشدد لهجته ويغلظ كلماته, فبدلا من ان يكسب لصالح من يحب ويدافع عنها سواءا مقتنعا او متبعا, يثير مزيدا من الحقن والغضب وردود الفعل السلبية أكثر وأكثر, ولان العنف لا يولد الا عنفا فالتطرف ايضا لا يولد الا تطرف, سبق ومررنا بتجربة الخازن واليوم نمر على تجربة السليمان عادل, يريدون إحقاق الحق بدفاعهم ولكنهم افتقدوا الحجة والبرهان والمنطق, فاتبعوا طريقة الهجوم خير وسيلة للدفاع,ولعمري لن يرضى المدافع عنه هكذا دفاع, ولعمري ايضا أننا ما زلنا كتلة واحدة متماسكة نريد لها ان تستمر هكذا, ولكنهم يغلظون في دفاعهم.
" لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك", سبحانك ربي قلتها لخير البرية المؤيد بالحق الذي لا ينطق عن الهوى, أليس لنا به أسوة حسنة يا نشامى, أليس يا عادل لنا فيه أسوة حسنة لم كان يرجوا الخير,وما عند الله خير وأبقى, فمالك شهرت سيفا من باطل تريد به باطل, فلا أنت أكرمت من تدافع عنهم ولا أنت اسكت من تواجههم, كمن أراد ان يدافع عن والديه فقال : من شتم والدي قتلته فانا ابن حرام لا أخشى شيئا, وأنت أردت الهجوم للدفاع وليس كل هجوم يا عادل دفاع, أثرت الغضب الحنق وزدت في الضمائر كرها, فهل دافعت فأنجزت وأظهرت حقا, قالتها العرب قديما ان أردت ان تعزك الناس فاعزز نفسك أولا, ولكن من لا يرى في نفسه عزة وفخار فكيف يراه في قومه وبني جلدته, فالخاسئ يظن القوم كلهم مثله.
أضعتنا بين حروفك فلم نعد ندرك أنت ضار أم نافع, لا والله تضر حتى ان كنت تهاجم باطنا و تدافع ظاهرا, لبست قميص المحلل المحايد ولكنك ملت هناك ثم نمت هنا, رسالتك واضحة كغيرك ممن سبقوك:انا موجود واسمي اكبر من اسم الاردن, فلا أنت أعززت وطنك وفخرت ببني قومك ولا أنت أبلغتنا ما ننتفع به, قالوا ناقل الكفر ليس بكافر, ولكن ان كان الكفر المنقول يضر ويهدم ولا يبني فناقله العن من قائله, عجبت لكم يا من تسكنون تحت ألسنتكم تريدون إغلاق بابا وتفتحون ألف باب شر وفتنة, وتنسون أننا كنا وما زلنا وسنبقى جسدا واحد لا نسير الا به كلنا فلا وجود لنا فرادة ولا بقاء لنا الا حال واحد.
لست معك في هجومك ولا دفاعك متطرفا, كما لم أكن مع ذاك حين هاجم ولا ذاك حين دافع, فكل ما يزيد على حده ينقلب ضده, نحن مع الذي حين يتهم يقدم الدليل, ونحن مع الذي حين يدافع يقدم الحجة والإقناع, وسطية معتدلة لخير الجميع ومصلحتهم, ومن حق الجميع ان يفهم ويسال ويستفسر ويدرك ما يحصل معنا وحولنا, لا نريدها تخندقا وتحزبا, من ليس معنا فهو ضدنا, لا نريد موالاة وانتماء حصريا, ولا نريدها ثورة مقلدة من اجل الثورة فقط, ولا نريد بين هذا وذاك الأجندات الخاصة والمخططات الفاسدة, فكفوا لسانكم بلا دليل ولا برهان وكفوا دفاعكم حين تريدونه هجوما وتحطيما بلا منطق.
حاولت ان لا اجعلها بيني وبين عادل السليمان, أردتها في الفكرة والطرح, فاعذروني ان انحرفت قليلا فبعض الأفكار النابعة من الم في الوجدان تُسيرنا ولا نُسيرها, فاغضض لسانك يا عادل كما الحر الشريف يغضض بصره, وانتهوا يا من على شاكلته يمنة ويسرة, لا نريدكم ولسنا بحاجتكم والأردن عصي عليكم لأنه لنا بكل أركانه ملكية شعبية عربية والدين لله والوطن للجميع, ليس حمية مني وحدها حين ذكر اسم عائلتي في معرض كلامه وكان يقصد شخصا بعينه, فقدم اسم العائلة وأخفى اسم الشخص, فتركها لمن يريد ان يفهمها كما شاء, ولكنه جهل بأصول الكلام وبالأنساب, فنحن من نسل تميم الداري والخليل وهبها إيانا الرسول الكريم, من الحجاز منبتنا واصلنا واصل العرب كلهم, وان كان قدومنا الى الكرك من الخليل ففخر لنا فكل بلاد العرب أوطاني, ولكن ان يريد اغتيال هويتنا الاردنية فهيهات هيهات, وهنيئا له جهله ولا أرد عليه الا كما أمرني رب العزة في محكم تنزيله, فأقول له مختصرا : سلاما يا عادل السليمان.
تريث يا عادل وأعقل, فلدينا ما يكفينا من أمثالك, ورحم الله والديك لو علموا ما أنت تنوي عليه في كبرك, لعل الله بدلهما خيرا منك زكاة واقرب رحمة في صغرك, أحبوا الاردن كله واعملوا من اجله ومن اجل خيره فهو لنا ولأولادنا من بعدنا, وطنا رضينا به فخرا وعزة ورضي بنا أهله وعزوته, وتذكر قول العرب الحكماء: لسانك حصانك ان صنته صانك وان أهنته فحسبك يا عادل سلاما.
عاش الاردنيون النشامى, عاش الاردن وطن الكرامة’ عاش الملك هاشميا عونيا, عاشت القدس عربية عربية.
حازم عواد المجالي
Hazmaj1@gmail.com