عطوفة السيد محافظ عجلون ...( أرحـــل ).... فالشعب يريد تغيير النظام !!!

 

اخبار البلد- بقلم الدكتور ثابت المومني-سلمت يمناك أيها الشعب العربي الأبي في تونس، سلمت يمناك أيها الشعب العربي الأبي في مصر وبقية بلاد العرب أوطاني، سلمت ألسنتكم يا من تناديتم بأهزوجة "الشعب يريد تغيير النظام".//

 

لقد كانت في تونس ثورة "ياسمين" لتقتلع حكم ظالم مستبد، وكانت في مصر "لوتس" حارقة ضد فرعون متكبر، وها هي ثورة دموية حمراء في ليبيا للنيل من معتوه أحمق وهي تلاحقه زنقة زنقه حتى آخر فرد .//

 

أمّا هنا في الأردن فهي "سوسنة سوداء " التقطها جلالته ليفوح عبقها على كل أبناء الوطن - باستثناء الفاسد منهم- وكأن جلالته يعلم ما في أنفسنا ومبتغانا ليعلنها  مدوية نحو حركة تغيير شامل ضد كل أشكال وفنون الفساد المتوارثة الموروثة والمبتدعة المجيّرة وغير المجيّرة تحصينا بقوانين تم التحايل عليها من قبل لصوص الأمس المستفيدين والمنتفعين منها، هذه اللفتة الملكية  يتوقع لها أن تفتح أبواب جهنم ضد هولاء الفاسدين ومن يساندهم ويتستر عليهم مهما كان مركزه ومنصبه وجاهه " إن لم يعملوا على إجهاضها كم سبق وان فعلوا" ولكن هيهات فقد انبرى الزمان واتى زمن يجب أن يحاسب فيه هولاء حماية ونصرة لمؤسسة العرش وأمن وأمان الوطن والمواطن.//

 

إنها ثورة  "اتفق فيها كل الأردنيين على ضرورة إحداث  التغيير" رغم اختلافنا حول أشكال وحدود ومظاهر هذا التغيير، فهم يريدونها ملكية دستورية على مقاساتهم ونحن نريدها ملكية دستورية نيابية وراثية على مقاس الوطن.//

 

أما نحن في عجلون وبكل محافظة أردنية ، نتباهى بما (تبقى) فينا من شموخ وعزة وكرامة وكبريا، هذا الشموخ متأصل فينا ولو التهمنا ذرات تراب الوطن ، فنحن قلب الوطن وأصيصه النابض في مواقعنا وأماكننا ومضاربنا، نحن جزء من هذا الشعب وهذا الوطن ، إننا في عجلون نطلقها مدوية نحو عملية إعادة بناء شاملة تبدأ من كل محافظة في هذا الوطن ،نريدها حركة للتغيير الشامل الكامل تغييرا ينطلق من عجلون ، تغييرا (يعيد) لنا هيبتنا وعزتنا وكرامتنا وشخصيتنا (الممتهنة) من قبل كل المتخاذلين المتكاسلين المتربعين على كراسي هرئة وجب تجديدها وأصحابها، نريد تغييرا لأنفسنا وذاتنا وكينونتنا كأشخاص وجماعات وأفراد ، نريد تغيرا في سلوكنا بأن نتخلى عن السيئ من عاداتنا وتعزيز روح المحبة والأخوة والتعاون فيما بيننا ، نريد النهوض والثورة على حكام عجلون ودوائرها ممن ساهموا في تهميش عجلون وتطنيشها عبر عقود وأزمان خلت منذ عهد صلاح الدين الأيوبي باني عجلون وقلعتها.//

 

لقد كانت عبارات وشعارات ثورتي الياسمين واللوتس أهزوجة عربية عروبية نحو الحرية والتحرر، لقد كانت تتردد على مسامع العجلونيين وهي تراقص معاناتهم مع المسئول ، هذه المعاناة التي  بعثت روح العزة والكرامة والإباء من جديد ، خصوصا بعد أن أمعنت كل الحكومات السابقة ورجالاتها - من حكام عجلون - في تهميشها وتطنيشها في ظل وجود " منظومة ونظام " وصل إلى مرحلة الفساد الإداري من خلال عدم مهنية بعض رؤساء الدوائر فيها إضافة لتخاذلهم وعدم أهليتهم وما تبع ذلك من انحدار في عطائهم الفعلي والميداني - المفقود أصلا- مما انعكس سلبا على وضع المحافظة وافتقارها لكل مشاريع التنمية وأشكال التطور من سياحة وثقافة وبنية تحتية وفوضى السوق ومجمعات السفريات وساحات المسجد الأثري "الأسير" لسوء النوايا والإدارة والتخطيط ،هذه التراكمات بدت جليّة في عهد "محافظنا القاضي بأمر الله " ومساعده " سيف الإسلام القوقازي" مما أدى إلى عزوف المستثمرين عن هذه المحافظة مما قذف بشباب عجلون وصباياها نحو مؤسسة البطالة والإحباط رغم تلك العزيمة التي يتمتعون بها نحو المساهمة في البناء والعطاء.//

 

إن وجود منظومة من المسئولين اللذين يمتازون بعدم المهنية والتردد وحتى الفساد الإداري المقصود وغير المقصود قد بعث فينا روح المناداة عاليا بعزل هولاء بدءا من عطوفة السيد محافظ عجلون وانتهاء بأي مسئول يثبت بأنه ليس بمستوى الكرسي الذي يعتمره جلوسا أو ركوبا ، لقد ناديت وسأنادي بتغيير عطوفة المحافظ كونه  المحرك الفعلي لعجلة التنمية ومحاربة الفساد في الدوائر والمؤسسات والقادر بحكم مركزه الوظيفي على خلق حراك اقتصادي وسياسي ينفس الاحتقان السائد بين أبناء عجلون ممن ارتشفوا كأس الحرمان منذ نعومة أظفارهم ليترك مستقبلهم صنعا ومصيرا لأصحاب الفكر الفاسد الذين يتعرّشون ويعترشون الكراسي والمراكز في المحافظة ولا يصنعون للواقع والمستقبل شيئا سوى ترسيخ الجمود حتى في الجمادات.//

 

إن تغير محافظ عجلون وبعض الحكام الإداريين إضافة لبعض رؤساء الدوائر ممن تتصف دوائرهم بالجمود والرجعية والتخلف، يجب أن يكون اليوم قبل غدا ،ومن  هنا ومن منطلق إيماننا بهذا الوطن وبقيادته الحكيمة، وكوني وأبناء عجلون والوطن نقف متربصين بكل أولئك الذين يحاولون النيل من مؤسسة العرش وهيبة الوطن وأمنه وأمانة ، فإنني أناشد معالي وزير الداخلية بإطلاق شرارة التغيير في عجلون من خلال نقل المحافظ  وبعض الحكام الإداريين ممن يتصفون بالجمود وسوء الإدارة والتخطيط فورا، ليفتح الباب امام تغيير رؤساء الدوائر التي أصبحت حكرا للترهل والمحسوبية .//

معالي الوزير .... إن الإبقاء على وجود حكاما إداريين بهذا المستوى من الإدارة والتخطيط  سيولّد نماذج مبتكرة من الفساد الإداري المقصود وغير المقصود ،وعليه ولما يعيشه العجلونيين من امتعاض من واقع حال محافظتهم  الذي لم يتغير، فان كرة ثلج  ستتدحرج ولن تتوقف  إلا بانقشاع شمس خريفها ، لا سيما ونحن لا زلنا في شهر آذار بكل ما فيه من مفاجآت تنذر بان ربيعا جديدا لا بد ان يبدا ودمتم.

.thabetna2008@yahoo.com