رثاء متأخر لخروف العيد
مظهر عام في جميع الدول العربية يظهر سنويا قبل عيد الأضحى بأسابيع ويستمر بعده لأكثر من شهرين، وهو بناء حظائر الأغنام والأضاحي استعدادا للعيد، حيث ترى أب الأسرة يرافق أبناءه الصغار لإنتقاء (ذبيحة العيد)، بإحتفال وأبهة وفرح.
مسكين خروف العيد، فقد اشتروه من السوق ووضعوه في بستان البيت او الحاكورة او على السطح.. حيث يتعرض الى موجة تدليل هائلة من قبل الاطفال.. هذا يمشط شعره، هذا يدخل العشب في فمه، هذا يعطيه الماء بكفه، ذاك يركب عليه، وذلك يحسس عليه، وأخرى تغني له: سنة حلوة يا جميل.
مسكين خروف العيد، يعتقد بأنه قد تخلى عن حياة القطيع الوسخة، حيث لا يأبه له احد، ويضطر الى اكل لقمته بالتعارك مع التيوس والكبوش.. تخلى عنها الى حياة أجمل وأروع وأكثر تسلية، حيث يحيطه الناس بالاهتمام ، ويشعر بأنه كائن محترم وله وزن وهو محبوب الجماهير..
هو أيضا مثلهم ينتظر العيد.. هذا الجميل الرائع حيث يفرح الاطفال ويفرح معهم، هكذا سمع وعرف وأحس.
مسكين خروف العيد.. لا يعرف ان السكين بانتظاره صباح يوم العيد حيث يسلخون جلده، ويتناول الأطفال - ذات الاطفال الذين دللوه- إفطارهم على معلاقه ،ثم سيتغدى الجميع عليه، بعد توزيع بعض اجزائه على الفقراء.
أما كانت حياة القطيع أسلم له؟!
هل غادر القطيع اصلا!!