ماتوا سهوا في البحر الميت
لن أدخل في معرض التحريض على الاستثمار، ولست أهدف لشنِّ حملة على السياحة الوطنية ومرافقها، لكني أرغب بالفهم فقط كيف مات أفراد إسرة حادثة البحر الميت، ومن أين جاءت البكتيريا؟!
أدرك جيدا صعوبة الإفتاء، بعد صدور تقارير طبية، ولكني لا أعرف كيف يكون سبب الموت غير واضح لست طبيبا ولست منجما، والمعضلة لا تحتاج فتوى شرعية، لكنها تحتاج لتطبيق القانون بصورة جلية ومقنعة للناس.
من حقنا أن نعرف، من يتحمَّل المسؤولية، ومن حقنا أن نشعر بالقلق من أي تهاون لا تحمد عقباه، خاصة في قضية الغذاء، وتحديدا بعد أن قرأت التقرير الصادر عن دائرة مراقبة الدواء والغذاء الذي يأخذ بالشكليات من باب، قام الموظفون وعملوا، وتقدموا، الى غير ذلك من إجراءات احترازية وإدارية دون الدخول في عمق الحالة وأسبابها ونتائجها، ومن يتحمَّل المسؤولية، نريد أن نفهم، فقط ساعدونا.
تتكرر حوادث التسمم وتغلق المطاعم أياما قليلة، ولا يوجد من يتحمل المسؤولية، وكما يقولون «الحق على الطليان»، فهم وحدهم أصحاب الخلل، وهم وحدهم الذين يتقمصون دور توزيع الطعام المتقن واللذيذ ولا علاقة للذين في نفوسهم مرض بكل الحوادث التي تقع في بلدنا.
تعالوا الى كلمة سواء، ارحمونا، دعونا نفهم فقط،لا نريد أن نحاسب أحدا، ولا نريد أن نرى أحدا يدفع الثمن، بل نريد أن تكون هناك ضوابط قانونية تردع أصحاب النفوس المريضة عن الاستهانة بحياة الناس.
قد يخرج علينا غدا من يقول إن الإعلام هو الذي يتحمَّل المسؤولية، وهو الذي بالغ في تصوير الحادثة، والتهويل بها وهو وحده غير الحريص على الاسثمارات الوطنية وهدفه الإثارة فقط لهولاء، جميعا لم تعد الإثارة مجدية في مجالات الإعلام، وحياة الناس أهم من كل التفسيرات التي قد يجتهد فيها مجتهد..!