في فاجعة البحر الميت
الفاجعة الإنسانية، التي راح ضحيتها طفلة وأمّها، في فندق في البحر الميت، لا تضع على الطاولة مسألة صلاحية الغذاء فحسب، بل تفتح المجال واسعاً لمناقشة جهوزية مراكزنا الطبية، ومنتجعاتنا السياحية، ومراكزنا التجارية، لمواجهة أيّ طارئ.
التسمّم قضيّة بحد ذاتها، وأخذت حيزها الكبير في النقاش العام، عبر الوسائل الاجتماعية، وستأخذ أكثر مع انتهاء التحقيقات، فضياع أرواح البشر ليست أخطاء صغيرة يمكن السكوت عنها لمجرّد عنوان يتعلق بالسياحة، أو لأيّ سبب آخر.
ما جرى، وجرى قبله الكثير، يكشف أنّنا غير مهيئين لمواجهة الحالات الطارئة، فكثيراً ما ذهبت أرواح لسبب عدم وجود مراكز صحية قريبة، أو لأنّ المتوفرة غير مؤهلة، أو ببساطة لأنّنا لا نحترم سيارات الإسعاف التي قد تقف في أزمة سير طويلاً، وهي تحمل حالة طارئة.
وكثيراً ما عُقدت الندوات حول السلامة العامة، وأطلقت مبادرات التوعية حولها، ولكنّنا نكتشف مع كلّ طارئ أنّنا مكانك سرّ، على كلّ المستويات: الرسمية والخاصة والأهلية، ولعلّ فاجعة البحر الميت تكون ناقوس الخطر لإعادة الاعتبار لجهوزيتنا العامة.