ماذا أعددنا لـ"إيبولا"؟
أخبار البلد - محمد سويدان
التحذيرات الشديدة التي يطلقها رؤساء دول ومنهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، والعديد من المسؤولين الدوليين والهيئات الأممية التي لها علاقة بالصحة والأمراض، حول خطورة مرض "إيبولا" وعدم القدرة الدولية على منع انتشاره، تثير مخاوف وخشية الكثيرين عندنا في الأردن والعالم.
فيوميا، تصدر مئات التحذيرات الدولية من هذا المرض. ويوميا، تنشر وتبث أخبار حول انتشار الفيروس، وعدم قدرة الدول على احتواء المرض، حتى إن بعض التصريحات التي اطلقتها هيئات دولية محترمة كمنظمة الصحة العالمية تقول إن العالم فشل في احتواء الفيروس القاتل المسبب لمرض "إيبولا"، وتحذر من انتشاره سريعا في العالم.
كل هذه الانباء دفعت مواطنين إلى التساؤل عن مدى استعداد الأجهزة الصحية في بلدنا لمواجهة هذا الفيروس، ومنع دخوله إلى الأردن، وكذلك عن الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها هذه الأجهزة. وقد سمعنا، وقرأنا اخبارا تتضمن تصريحات لمسؤولين في وزارة الصحة تتحدث عن خلو الأردن من هذا المرض. وعن أنها (الوزارة) اتخذت الإجراءات والاستعدادات للتعامل مع هذا المرض الخطير اذا انتشر عالميا، وأصبح خطره يقترب منا. لكن هذه التصريحات لم توضح تماما قدرتنا على مواجهة المرض، في حال أصبح وباء عالميا، كما هو متوقع الآن بعد الحديث عن الفشل الدولي في احتواء المرض.
الاسئلة التي تطرح في الكثير من اللقاءات على مختلف المستويات الشعبية متعلقة بقدرة الأجهزة الصحية المحلية على التعامل مع المرض. وهل تمتلك الإمكانيات والقدرات. ونتمنى أن يبقى المرض بعيدا عنا، وأن يتمكن العالم من وضع حد له، ومنع انتشاره. ونتمنى، أيضا، أن تجد الجهات الصحية العالمية علاجا له. لكن في ظل الظروف الحالية، نتمنى أن تكون هناك خطة صحية محلية قادرة، اولا، على مواجهة أخطار هذا المرض، والحيلولة دون دخوله إلى الأردن. وأن تكون هذه الخطة، ثانيا، قادرة على التعامل مع المرض، لو لا سمح الله دخل إلى الأردن، بحيث تكون قادرة على منع انتشاره والحد منه ومن الإصابات التي يوقعها.
ليس هذا الحديث إثارة للارتباك والرعب، وإنما للحث على تعزيز الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تحول دون انتشار هذا المرض القاتل. فالاستعدادات الحقيقية هي التي تحمي المواطنين والبلد من أخطار هذا المرض الذي جعل دولا على مستوى الولايات المتحدة الأميركية تشعر بالخوف والخشية منه.