'الرأي' او 'اهرام الاردن': خلية عصبية متوترة في الدولة الاردنية وحركة تمرد لاسقاط الادارة العليا عشية التحضير لانتخابات نقابة الص

اخبار البلد-  الوضع داخل صحيفة 'الرأي' او 'اهرام الاردن' كما تسمى لا يزال متوترا للغاية بعد ازمة اجتاحت خلية عصبية مهمة جدا وفي موقع حساس من جهاز الدولة وسط حسابات متقاطعة لمآلات هذه الازمة.
وتراقب المؤسسات الرسمية المحلية باهتمام بالغ كيف وصلت عدوى الاعتصامات لمناطق لم تكن متوقعة اطلاقا فيما الشارع بدأ يميل للضجر من كثرة الاعتصامات التي تعطل بعض مظاهر الحياة وتجعل كل النهايات ممكنة.
وكما وصلت الاعتصامات المطلبية لبعض العشائر الاساسية في البلاد يتحرك نشطاء في الكثير من المؤسسات الحيوية باتجاهات مماثلة مثل بلديه العاصمة عمان ومصفاة البترول اضافة لطلبة العديد من الجامعات وعمال الكهرباء وعدة نقابات.
والازمة حاليا داخل مؤسسة 'الرأي' اهم الاذرع الاعلامية للدولة الاردنية تصلح كحالة دراسة للوضع المعقد جدا الذي تعايشه مؤسسة القرار الاردنية وهي تجلس بين خيارين لا ثالث لهما.. الصبر واحتمال عشرات الاعتصامات بصفة يومية او اغلاق الصفحة واظهار الخشونة في وجه سلسلة من التمردات على الادارة الرسمية وصلت سخونتها لاوصال خلية مهمة في جهاز الدولة هي صحيفة 'الرأي'.
وتعيش 'الرأي' اجواء حالة فريدة وغير مسبوقة حيث تعتصم نخبة من موظفيها منذ اسبوعين في اطار مطالب 'معيشية' مثل زيادة الرواتب عشية التحضير لانتخابات نقابة الصحافيين وهي مطالب تطورت لاحقا لترفع شعارات الحرية في النشر ورفع سقف العمل المهني.
ولا يبدو ان الحكومة مستعدة بعد لحسم 'التمرد' الذي يجتاح 'الرأي' حيث يعمل النشطاء هنا على اقصاء رئيس التحرير والمدير العام ويرفعون شعار الاطاحة بالادارة العليا، ومن اللافت ان هذه الحركة الاحتجاجية في 'الرأي' تبعث برسائل حساسة لاصحاب القرار، ويمتد صداها في اكثر من مساحة حتى ظهرت بعيدا عن ازمة 'الرأي' لكن بسببها موجة مطالبات نادرة بالحريات الصحافية ووقف التدخلات الامنية.
والمثير في الامر ان من يقودون التمرد داخل 'الرأي' غير محسوبين على المعارضة وليسوا مشاركين في الحراك الاجتماعي ومن ابناء المؤسسة لعقود، وبعضهم من المقربين جدا من السلطات وبدرجة لا تقل عن الادارة المطلوب رأسها الأن علما بان الوضع العام يسمح بتصفية الحسابات الشخصية والانتخابية.
ويحصل ذلك وسط قناعة المعترضين بوجود فساد في المؤسسة وحاجة ملحة لرفع سقف النشر والحريات مع توزيع اكثر عدلا للرواتب والدخل قياسا بالارباح الهائلة التي تحققها المؤسسة دون ان تنعكس على العاملين فيها كما يقول المعترضون فيما يرى الطرف الاخر ان التحريض بدأ وانطلق من اعتبارات لا علاقة لها بالشعارات المرفوعة.
وتهتم كل المؤسسات من القصر الملكي لرئاسة الوزراء بالتوتر في خلية 'الرأي' فيما يسمع كل من يعبر شارع الصحافة العريق هتافات من بعض ابناء 'الرأي' تطالب باقصاء رئيس مجلس الادارة الكاتب العريق فهد الفانك ورئيس التحرير نقيب الصحافيين عبد الوهاب الزغيلات.
وفي ضوء هذا الوضع من المتوقع ان تشهد الساحة صراعا ساخنا عشية انتخابات نقابة الصحافيين حيث اعلن الزغيلات نيته عدم ترشيح نفسه، فيما بقي ثلاثة مرشحين لموقع النقيب حتى الآن هم طارق المومني وسيف الشريف وخالد محادين على ان الدعوات داخل الجسم الصحافي تتفاعل تحت شعار 'التغيير والاصلاح' في نقابة الصحافيين وتجنب تجريب المجرب والعودة لخيارات الاقتراع الحر بدون تدخل ادارات المؤسسات والسلطات الرسمية.