المسيحيون الأردنيون و«داعش»
ما تعرض له – تحديدا- مسيحيو سورية والعراق من إرهاب وتنكيل وارعاب وتقتيل وتهجير واستباحة ونهب، كيف هو صداه ورنينه في أوساط المسيحيين الأردنيين ؟!
بعبارة أخرى هل يدور حديث "خاص" في أوساط المسيحيين الأردنيين حول حجم تهديد "داعش" وحول العمل "الخاص" والسلوك المطلوب اتخاذه او التحوط لاتخاذه، لتفادي اضرار هذا التهديد واخطاره؟
هل يتحوط المسيحيون الأردنيون باستخراج "فيزا" وتأشيرة سفر او هجرة؟ وبالتحوط على بعض "الكاش"؟ وبالاتصال التحضيري مع الأقارب في اميركا وكندا واستراليا وأوروبا؟
نعم يدور حديث – من الطبيعي ان يدور- حول خطر داعش على المنطقة فالاردن فالمسيحيين، على خلفية ان داعش هو "ايبولا" لا تفرق بين أحد من خلق الله وعباده، ولا توفرهم من مقصلتها العمياء، سواء اكانوا مسلمين من سنة الكرد او من سنة الرقة او من جبهة النصرة او شيعة او ثوريين او يزيديين او مسيحيين او يهودا او كانوا بوذيين او ملحدين.
مسيحيو الأردن ليسوا طائفة وليـــــسوا "غيتـــو" وليسوا أقليات !!
مسيحيو الأردن مواطنون اردنيون شركاء في وطن انبثقوا منه ودافعوا عنه وبنوه وحموه، شركاء اصيلون في نقاباته واحزابه وعشائره ومدنه وقراه وفاعلون كاخوتهم المسلمين في حياة بلادهم الاقتصادية والثقافية والعلمية والاجتماعية.
ومسيحيو الأردن يعرفون تكوين مجتمعهم المسلم الأردني وطبيعة نظامهم السياسي "الجاموعي" الرحب والطبيعة السلمية لحزب الاخوان المسلمين وللتيار السلفي الأردني ويعرفون ان لا خطر خاصا عليهم، بل ان أي تهديد هو تهديد لنمط العيش الأردني ولنظام الحياة الامن المستقر على العيش المشترك والمحبة والاخاء والمساواة والتضامن في السراء والضراء.
مسيحيو الأردن عظام الرقبة وملح البلاد !
ومسيحيو الأردن ليسوا وحدهم ما كانوا ولن يكونوا.
يطمئن مسيحيو الأردن – كما هو حال مسلمي الأردن- الى منعة حدودنا الشرقية والشمالية وصلابتها اعتمادا على معرفتهم بالاقتدار العسكري والامني الأردني المحترف المتيقظ.
وكما هو حال كل الأردنيين، يساور مسيحيي الأردن شيء من القلق من بعض الإشارات على وجود تأييد مجهري للمتطرفين في بعض المناطق فيه الكثير من المبالغة. فتلك الإشارات على دعم "داعش" وتأييده من بعض شبابنا الأردني لا تمت بادنى صلة الى تأييد الإرهاب والقتل والوحشية والعنف في اقصى درجاته بل هي في اغلبها "مناكفة" العاطلين عن العمل الذين ضربهم عنف الفقر والاملاق والعوز والغلاء وضرب الفساد مقدرات بلادهم.
عندما قررت "القاعدة" تفجير فنادق في عمان لم تجد أردنيين يقارفون تلك الجريمة الإرهابية البشعة النكراء.
"المسيحيون الأردنيون" مصطلح، الهدف منه هو الحفاظ على الشراكة والتمثيل السياسي المنصف في البرلمان كي يظل في الأرض ملحها وعلى الأرض السلام.
وابشركم، فالتفاعلات التي تدور في الجوار دفعت وتدفع المسيحيين الأردنيين المغتربين والمهاجرين للعودة والهجرة المضادة الى بلادهم، مضحين بمراكزهم المرموقة في ارقى الجامعات والمستشفيات والشركات الغربية، فعلى سبيل المثال لا الحصر يعود الينا الدكتور يزن عدنان مسنات طبيب جراحة الأورام من لندن ويعود الينا من لندن الدكتور أسامة منير الحمارنة جراح الانف والاذن والحنجرة واورام الرقبة ويعود الينا كذلك حازم صليبا البقاعين من اميركا.
توجد دائما "الخطة ب" لدى الأثرياء والجبناء الذين لا يعرفون – كراس المال وطنا ولا انتماء، لكن لا توجد على الاطلاق "الخطة ب" لدى المسيحيين الأردنيين.
هؤلاء هم المسيحيون الأردنيون، هؤلاء هم اخوتي.