سؤال إماراتي محرج للأردن

أخبار البلد - بسام البدارين 
 

صديقي الإماراتي الجديد مصطفى فاجأني على الطريق بصدد زيارة الفاتيكان بسؤال لم يكن في الحسبان: ما هي قصتكم مع تغيير الحكومات المتعاقبة والتخبط والفشل الإداري؟

فكرة سؤال مصطفى ارتبطت بقناعة الرجل بأن الكفاءات والخبرات الأردنية متميزة جدا وللغاية بل ساهمت في تعليم وتدريب وتأهيل أهل الخليج وما زالت تساهم.

مفارقة في غاية الأهمية لفت نظري لها الزميل مصطفى فلم أقابل حتى اللحظة خليجيا كبيرا أو صغيرا إلا أشاد بدور الكفاءات الأردنية في بناء الأجهزة والمؤسسات في دول الخليج… شيء محير فعلا لماذا نخفق في الداخل؟.

يقول الصديق الإماراتي: عيالكم علّمونا الإدارة ومدرسوكم علموا آباءنا، وأولادكم يديرون الآن في بلادنا مفاصل أساسية في القطاعين العام والخاص، فما هي مشكلتكم في عمّان؟.

طبعا الرجل يتحدث عن مشروعات تتعرقل وعن التخبط والعشوائية وتعدد الحكومات ومظاهر التشريد والابتزاز التي يتعرض لها مستثمرون من الخارج.

المنطق يفترض أن قوى معاكسة وصلبة هي التي تعوق بالضرورة نجاح الإدارة الأردنية في الداخل…الفساد.. النظرة الأمنية الضيقة لبعض الزوايا.. الشللية والمحسوبية والشخصنة والإصرار على وجود الوجوه نفسها التي تم تجريبها عشرات المرات… شخصيا أرشح هذه الأسباب مجتمعة وأتهمها بالكارثة الإدارية التي نعيشها.

لكن بالمقابل علينا التفكير مليا وبعمق في هذه المفارقة فعلا فالبيئة المحلية على الأغلب إداريا طاردة للانتاجية والتميز بمعنى لا يحصل المتميز على مكافأة وغالبا ما يعاقب من زملائه ورفاقه في حين تتعزز مواقع ومصالح الموظف الكسول الغبي المنفر… ثمة قوى خفية في مجتمع الإدارة العليا لا تريد للمواطن الأردني أن يتذوق طعم النجاح في البلد… أرجوكم قولوا ما هو الجواب على سؤال مصطفى الإماراتي؟.