غارات أم أكاذيب

اظهرت صور بثتها مواقع مقربة من حزب العمال الكردستاني ، أرتالا لداعش وهي تتحرك في عز النهار نحو مدينة عين العرب أو كوباني الكردية ، وذلك طبعا من دون أن تلفت طيران الأطلسي الذي كان مشغولا بملاحقة (جرار زراعي) اشتبه بأمره وكأننا امام أقمار (صناعية) أمريكية بدائية لا حول لها ولا قوة .

وبالطبع فالأمر ليس كذلك ، فأقمار العم سام تلتقط دبيب النملة لو ارادت ، وتتعامل مع داعش وارتالها (كعينات) للضحك على الرأي العام الأمريكي والعربي والعالمي .

وتذكرنا غارات الناتو على داعش بغارات سلاح الجو البريطاني على حركة (الاخوان) الوهابية في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين .

وملخصها كما يروي أمين الريحاني في كتابه (ملوك العرب) أن حكومة (رشيد طليع) وهي أول حكومة في شرق الأردن طلبت من (الحليفة) بريطانيا وقف ارتال الخيالة والجمالة الوهابية التي بدأت تقترب من حسبان والجيزة، ويمكن ان تهدد (عمّان) نفسها. وتوقعت ان يقوم طيران (الصديقة) بريطانيا بقصف هذه الارتال .

ولم تدرك حكومة رشيد ان بريطانيا كانت تعد لتصفية هذه الحكومة بالذات وطرد الاستقلاليين (حزب الاستقلال السوري) من الأردن في إطارا لاتفاق السري مع فرنسا المعروف باتفاق سايكس – بيكو.

ولذر الرماد في العيون ، حلقت طائرات من سلاح الجو البريطاني فوق تلك الارتال والقت قنابل لم تصب احدا واضطرت تحت (النيران الكثيفة) للجمالة ان تعود ادراجها الى ماركا..

واذا كانت قبائل المنطقة وعلى راسها قبيلة بني صخر ، قد تصدوا لغزوة الوهابية واوقعوا في صفوفها مئات القتلى وخسروا مثلها، فليس على الاكراد وحيثما تتقدم ارتال داعش بدبابات سلمت لهم من قبل ضباط عراقيين ينسقون مع المخابرات الامريكية، الا الصمود والاعتماد على الذات ، فسقوط (عين العرب) مرسوم سلفا في البنتاغون .