تحيا النساء في «سوق العبدلي»

قبل ان يباغتنا البرق والرعد والمطر، توجهتُ وأسرتي الكريمة الى «سوق العبدلي» في موقعه «المُفْتَرض» في منطقة «راس العين».
وكما تقول اغنية الشحرورة صباح «جينا الدار نسأل ع الحبايب، لقينا الدار تبكي ع اللي غايب». فلم نجد «سوق الجمعة»، بل مساحات فارغة تنتظر ملء الفراغ. فعدنا الى «العبدلي» مع احتمالية ان يكون ثمة شِجار ومتاعب بين «أمانة عمّان والبائعين». ولكن شيئا من ذلك كله لم يحدث.
كل شيء كان هادئا،واصوات البائعين كانت أكثر جهورية.
نزل افراد العائلة وبحثتُ عن «زاروبة» قريبة من «السوق»، ووجدتها بمحاذاة «حديقة اللويبدة». فقلت: مكان مناسب، لسيارتي ولطفلي «خالد»، المتلهّف للقفز واللعب.
دخلتُ «السوق» ومارستُ مهنتي»نظريّا» او هوايتي بطرح الأسئلة على بعض المتواجدين بالمكان. فقال احد البائعين: إحنا صامدين هون.
واضاف: بس خليكم معانا!.
وظن المسكين أنني من «زبائن السوق».
ملحوظة:أنا مدمن «سوق سقف السّيل» وليس «العبدلي».
الجميل في «الموضوع»،أنني استمتعتُ «منفردا» بالبصبصة على النساء القادمات،وخاصة الاجنبيات منهن،وأؤلئك اللواتي يمتلكن «رقّة» استثنائية. وكنتُ اسير واتجوّل وأكاد أصرخ:تحيا النساء». ودار في خلَدي مُقتَرح ان يبقى « السوق»،بشرط ان يبقى للنساء فقط.
كانت النساء يبحثن عن «سُتر» جلدية وعن «أحذية شتائية»،بما فيها» الخِفاف» (جمع خُفّ) والتي عادة ما تكون على هيئة «قطط»أو»دببه»أو «كلاب»أو « الأرانب» من القطن الناعم .
كان تواجد»الرجال» من غير البائعين،نادر،ولهدف وحيد هو»تزويد الزوجات بما يحتجنه من النقود لاكمال المهمّة».او في أحسن الاحوال،لمراقبة الأولاد،وحمايتهم من»الضياع» وايضا لممارسة هواية «التثاؤب» في الهواء الطّلْق.
بعد ان تشبّعتُ او « أُتْخِمتُ» من الجَمال،هاتفتُ زوجتي واخبرتها انني سوف اغادر «السوق» الى «حديقة اللويبدة».فانضمّ اليّ صغيري،ووسط قطرات المطر لهونا وقفزنا وشاركنا الأشجار فرحة»الشتوة الأُولى».
ملحوظة:كان ذلك الساعة 11 ظهرا، شو صار بعد هيك،ما بعرف!