شوية «استقالات»
أشعر برغبة جامحة كمواطن أردني لمشاهدة ولو مسؤول واحد لمرة واحدة يقف بخشوع أمام الشعب السيد وعلى شاشة التلفزيون ليعتذر للناس والقيادة ويتحمل مسؤولية قرار خطأ بكل اللغات.
المشهد ينطوي على سحر خاص وفي حالتنا هو أقرب للخيال بطبيعة الحال، فقد سمعت شخصيا عشرات الافادات عن عشرات الأخطاء الفادحة الفاضحة، من أصحاب هذه الأخطاء الذين مالوا للتبرير وتدوير المسؤولية وتضييع الحقيقة بعلبة الاتهامات الباطلة.
يحق لي كمواطن أردني أن أحظى باعتذار ولو لمرة يتيمة ووحيدة وعن اي خطأ واضح لا لبس فيه.
يحق لي أن أحتفل بيني وبين نفسي بصحوة ضمير لأحد المسؤولين او السياسيين من دون ان تعاد نفس الكرة أمامي حيث يبالغ المخطئون وفورا لاتهام الشعب وتخويفه بل وتهديده علنا بسبب أخطاء ينبغي لمن ارتكبها أن يقال من منصبه ومن دون تردد بالحد الأدنى.
مثلا حادثة التجسس المفخخ.. راجعت بنفسي صياغات وعبارات خمسة مسؤولين على الاقل تحدثوا بالموضوع، ولم أجد إطلاقا كلمة "أخطأنا" وبطبيعة الحال ولا نبرة اعتذار واحدة، لا من القيادة ولا من الشعب ولا حتى لغة فيها اي قدر من التواضع.
بالعكس تماما، في الخمس روايات المشار إليها تم اتهام الرأي العام بل تهديده عدة مرات وفي أفضل الأحوال توجيه المسؤولية لاشاعات غامضة.
باللغة العامية نفسي بشوية "استقالات" ولو من باب ذر الرماد في العيون.
وبالعربي؛ لم يعد من الممكن اكمال المسيرة بوجود بعض الوجوه المرحلة تتطلب "شوية استقالات".