سيف الاسلام القذافي يتوعد الثوار "اننا قادمون

اخبار البلد-اعلن سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الخميس متوعدا الثوار في شرق البلاد "اننا قادمون"، ملمحا الى ان القوات الموالية للنظام في طريقها الى بنغازي معقل الثوار.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت الخميس أن العقيد الليبي معمر القذافي يمتلك "عشرات المليارات" من الدولارات نقدا في طرابلس، الامر الذي يتيح له مواجهة الثورة رغم تجميد الارصدة الليبية دوليا.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في اجهزة مخابرات اميركية وغير اميركية أن الاموال التي يملكها القذافي مكدسة في المصرف المركزي الليبي ومصارف اخرى من العاصمة طرابلس ومحيطها، وان هذه الاموال بالدولار الاميركية والدينار الليبي وعملات اخرى ربما.

كما ذكرت الصحيفة نقلا عن مسؤول استخباراتي ان القذافي "يملك ربما عشرات المليارات (من الدولارات) نقدا يمكنه الوصول اليها في ليبيا"، وهي اموال كافية لتمويل قواته وكذلك المرتزقة الافارقة.

كما نقلت الوكالة عن شخص لديه علاقات مع الحكومة الليبية لم تكشف عن هويته ان جزءا من هذه الاموال قد يكون نقل الى باب العزيزية حيث يقطن القذافي حاليا.

وبحسب المصدر نفسه، استقدم القذافي ثلاثة الاف الى اربعة الاف مقاتل من دول افريقيا جنوب الصحراء، ويدفع للواحد منهم الف دولار يوميا.

ووفقا للمصدر نفسه، فان هؤلاء المرتزقة يستقدمون من مالي والنيجر والسودان، ولا سيما من مقاتلي حركة العدل والمساواة كبرى فصائل التمرد المسلح في دارفور.

في غضون ذلك اعلن التلفزيون الليبي الخميس ان السلطات الليبية بصدد تسليم ثلاثة جنود هولنديين اسرتهم على اراضيها نهاية الشهر الماضي لوفد من مالطا واليونان.

 فقدان صحافيين بريطاني وبرازيلي في ليبيا

ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية الخميس ان احد مراسليها المتمرسين فقد في ليبيا كما فقد صحافي برازيلي كان يعمل معه.

وقالت الصحيفة ان الصحافي العراقي غيث عبد الاحد الذي عمل مراسلا للصحيفة من غرب ليبيا خلال الاسبوعين الماضي، اتصل بالصحيفة اخر مرة عن طريق طرف ثالث يوم الاحد.

وكان عبد الاحد يعمل على مشارف مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، والتي شهدت قتالا شرسا بين الثوار والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي.

وكان عبد الاحد يتنقل مع اندري نيتو الذي يعمل لحساب صحيفة "او ستادو دي ساو باولو" البرازيلية، الذي فقد كذلك، حسب الصحيفة.

وقالت الصحيفة في بيان انها اتصلت "بالمسؤولين الليبيين في طرابلس ولندن وطلبت منهم تقديم جميع اشكال المساعدة العاجلة في البحث عن عبد الاحد وتحديد ما اذا كان محتجزا لدى السلطات".

وفي البرازيل اكدت صحيفة "او ستادو دي ساو باولو" فقدان الصحافي نيتو.

وقالت الصحيفة ان نيتو اعتقل غرب مدينة طرابلس.

وقالت الغارديان ان عبد الاحد يعمل لحسابها منذ عام 2004 حيث قام بتغطية اخبار الصومال والسودان والعراق وافغانستان.

وحصل عبد الاحد على جائزة "مراسل العام" من جوائز الصحافة، كما ادرج اسمه هذا العام من بين المرشحين للفوز بالجائزة.

وتاتي هذه الانباء بعد ان قال مراسلون في هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في ليبيا انهم تتعرضوا للاعتقال والضرب والايهام بانه سيتم اعدامهم.

وقالت البي بي سي ان الصحافيين الفلسطيني فراس كيلاني والبريطاني كريس كوب-سميث والتركي غوكتاي كورالتان اعتقلوا الاثنين 21 ساعة ثم افرج عنهم، موضحة انهم غادروا ليبيا.

واضافت ان الصحافيين اوقفوا عند حاجز يبعد حوالى عشرة كيلومترات جنوب مدينة الزاوية غرب ليبيا، ونقلوا الى ثكنة "وتعرضوا لاعتداءات متكررة" من قبل عناصر الجيش والمخابرات الليبية.

وتشهد الزاوية المدينة الساحلية التي تبعد اربعين كيلومترا غرب طرابلس معارك عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للقذافي.

وقال نافي بيلاي المفوض السامي لحقوق الانسان في الامم المتحدة ان سوء المعاملة الذي تعرض لها الصحافيون تعتبر بمثابة تعذيب.

واضاف ان "استهداف الصحافيين واعتقالهم ومعاملتهم بهذه الوحشية التي يمكن ان تكون بمثابة التعذيب، غير مقبول بتاتا ويعد انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".

في هذه الاثناء، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون انها ستلتقي المعارضة الليبية خلال زيارتها الى مصر وتونس الاسبوع المقبل.

واضافت "نحن نعمل على الاتصال بالمعارضة داخل ليبيا وخارجها. وسألتقي بعدد من هذه الشخصيات في الولايات المتحدة وعندما اسافر (الى مصر وتونس) الاسبوع المقبل، لكي اناقش ما يمكن ان تفعله الولايات المتحدة وغيرها".

الدفاعات الليبية كبيرة

وعسكريا، اعلن مدير الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر خلال جلسة امام مجلس الشيوخ الخميس ان الدفاعات الجوية الليبية "كبيرة" ولا تتفوق عليها سوى مصر في الشرق الاوسط.

واعلن كلابر امام لجنة الدفاع التابعة لمجلس الشيوخ ان "البنى التحتية للدفاعات الجوية الليبية برا مع اجهزة الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات تعتبر كبيرة وهي الاكبر في الشرق الاوسط بعد مصر".

وبحسب الاستخبارات الاميركية تمتلك ليبيا "تجهيزات عدة" روسية الصنع "من نوعية جيدة" بعضها اصبح بايدي المعارضة.

وذكر كلابر ان طرابلس تملك قرابة 31 موقعا مضادا للطائرات ورادارات مخصصة للمراقبة وحماية الساحل الليبي حيث يتركز 80 الى 85% من سكان البلاد.

واضاف ان لدى القوات الليبية "عدد كبير جدا من قاذفات الصواريخ المحمولة"، موضحا ان الاستخبارات الاميركية "قلقة جدا" من احتمال سقوطها "في ايدي اشخاص لا يفترض ان تكون بايديهم".

النفط السيناريوهات المتشائمة

بدات تتحقق في ليبيا السيناريوات المتشائمة حول انعكاسات الازمة على الانتاج النفطي في هذا البلد مع تراجع الانتاج بنسبة 66% بحسب النظام الذي استهدف الاربعاء بقصفه الجوي منشأة نفطية.

وقال فتحي فرج المستشار لدى شركة الخليج العربي للنفط، احد منتجي النفط في ليبيا، ان الزعيم الليبي معمر "القذافي يكشف نواياه الحقيقية. فاما ان يسيطر على النفط او يبدا بقصفه".

وفتحي مسؤول ايضا عن المجلس المدني الذي يتولى ادارة شؤون طبرق منذ ان سيطر الثوار على هذه المدينة النفطية الواقعة في شرق ليبيا على الحدود مع مصر.

وطاولت الغارات التي شنها الطيران التابع للنظام الليبي في راس لانوف على مسافة 650 كلم شرق طرابلس، منشآت نفطية في هذا المصب النفطي المهم الذي سيطر عليه الثوار الجمعة.

وقال عبدالحفيظ غوقة المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة "ما كنا نخشاه منذ البداية وقع" موضحا ان "النظام ركز قصفه العنيف على النفط واصاب العديد من المراكز الهامة".

واشار الى "قصف بلا هوادة على المنشآت النفطية في راس لانوف بالمدفعية والطائرات".

وفي طرابلس قلل رئيس المؤسسة الوطنية الليبية للنفط شكري غانم من حجم الاضرار مؤكدا ان القصف اصاب فقط "منشاة تخزين صغيرة" تحوي 200 الف برميل من الديزل ولم يؤثر على الانتاج النفطي.

غير انه اقر بان الانتاج النفطي تراجع الى الثلث منذ بدء الانتفاضة في منتصف شباط/فبراير فانخفض من 1,6 مليون برميل في اليوم الى 500 الف برميل في اليوم.

وقال ان هذا التراجع الكبير ناتج عن فرار اليد العاملة الاجنبية من البلاد فيما العمال الليبيون يلزمون منازلهم بسبب اعمال العنف.

غير ان فتحي فرج اعلن ارقاما اكثر خطورة.

وقال ان "انتاج النفط بلغ مستوى متدنيا تاريخيا وصل الى حوالى 20%" مما كان عليه قبل اقل من شهر.

واتهم القذافي الاربعاء الغرب بتدبير "مؤامرة" من اجل "السيطرة على النفط" الليبي.

وفي الشرق قال فرج ان ناقلتي نفط فقط خلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة تمكنتا من نقل كميات من النفط الى الصين، مشيرا الى ان الانتاج تباطأ كثيرا.

وقال انه في طبرق تم انتاج "مليون برميل لقاء قدرة تخزين بقيمة خمسة ملايين برميل" مضيفا "يلزمنا بهذه الوتيرة اسبوعان حتى نتمكن من استئناف تصدير النفط".

وسجل ارتفاع كبير في اسعار النفط منذ 15 شباط/فبراير تاريخ بدء الانتفاضة ضد النظام في ليبيا التي تصدر 1,8 مليون برميل في اليوم، وهي من اعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ورابع مصدر للنفط في افريقيا.

وتراجعت اسعار النفط بشكل طفيف الخميس في الاسواق الاوروبية بعدما ارتفعت ثلاثة دولارات الاربعاء في لندن.

وتصدر ليبيا القسم الاكبر من نفطها الى اوروبا ومن المستوردين الرئيسيين للنفط الليبي ايطاليا (32% من الانتاج الليبي) والمانيا (14%) واسبانيا (10%) وفرنسا (9%).

وحذرت وكالة جي بي مورغان من ان اوروبا التي تراجعت امداداتها بمقدار 500 الى 800 برميل في اليوم بسبب الازمة الليبية، قد تجد نفسها في وضع حرج اذا استمر الوضع على هذا النحو.

وراى محللون في شركة باركليز كابيتال انه حتى في حال تحسن الوضع فان "عودة (ليبيا) الى الاسواق العالمية ستكون صعبة وربما بطيئة".

تقدم قوات القذافي نحو معقل الثوار

ويذكر أن القوات الموالية للنظام الليبي مدعومة بقصف جوي وبري تقدمت الخميس على مشارف راس لانوف المعقل الاستراتيجي الاكثر تقدما للثوار في الشرق، مما اضطر هؤلاء الى الفرار.

وقبل اسبوع بالكاد كانت المدينة النفطية تحت سيطرة الثوار الا انهم تراجعوا بعد محاصرتهم تدريجيا من قبل قوات النظام التي استهدفت بقصف مركز اولا غرب راس لانوف ثم وسطها وشرقها.

وقد اعلن التلفزيون الليبي الخميس انه تم "تطهير" مدينة راس لانوف من الثوار، مؤكدا ان القوات الليبية تتقدم حاليا باتجاه بنغازي.

وقالت قناة الليبية في خبر عاجل على شاشتها "تم تطهير مدينة راس لانوف من العصابات المسلحة ورفع الراية الخضراء على جميع مرافقها".

وفر الثوار على متن عشرات العربات وقد انهكتهم المعارك، واعلنوا على بعد عدة كيلومترات شرق المدينة انهم خسروا المعركة.

واقر احد الثوار عرف عن نفسه باسم اسامة "لقد هزمنا. انهم يقصفون بالقذائف ونحن نفر. هذا معناه انهم يستعيدون راس لانوف".

وسال صحافي من وكالة فرانس برس متمردا يحمل رشاشا اذا كان يعتزم الرحيل. ورد "هل تعتقدون ان بوسعي اعتراض صواريخ غراد بهذا؟"، ملمحا الى ان التراجع هو الخيار الوحيد.

وفي احدى العربات جلس مقاتل شاب يدعى محمود ابراهيم يبكي وطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالمساعدة.

وقال "اين اوباما؟ اين كاميرون؟ قولوا لاوباما ان يساعدنا"، قبل ان يجهش بالبكاء.

وصرخ مقاتل اخر لمجموعة تتحدى القصف المركز مسلحة ببضع رشاشات فقط "اين تذهبون؟ ستموتون دون جدوى".

اما جابر، وهو سائق سيارة اسعاف توقف على جانب الطريق فقال انه من المستحيل ان يعود لاجلاء الجرحى "لقد منعت قوات القذافي سيارات الاسعاف من التوجه الى راس لانوف. هناك جرحى ولا يمكننا مساعدتهم".

وفي حي سكني في المدنية، سقطت اربع صواريخ كاتيوشا على الاقل بالقرب من مستشفى ومسجد كان الثوار انهوا للتو صلاتهم فيه.

وهرب اطباء مذعورون من المستشفى على متن سيارات الاسعاف اخذين المرضى معهم.

وبقي الطبيب محمود زوبي وحده في المستشفى بالقرب من نقالة عليها جثة مضرجة بالدماء لرجل تطاير انفسه وجزء من رأسه.

وقال الطبيب لوكالة فرانس برس "دماغ الرجل في كيس من البلاستيك. لقد قتل خارج المستشفى. كان احد الحراس وقتل نتيجة الانفجار".

وتناشر شظايا الصواريخ على الارض بينما تخردق سياج بالقذائف التي احدث انفجارها فجوة.

وقال احد الثوار "انهم يقتربون كثيرا. بعضنا لا يزال هناك لكن الكثيرين يرحلون".

واعتبر اخر "تعرفون من المذنب؟ انها وسائل الاعلام فهي تكشف لهم عن مواقعنا".

وراح يصرخ عبر مكبر للصوت "ارجوكم ارجوكم، توقفوا عن كشف اسرارنا العسكرية للصحافيين. انتم تعرضون حياتنا للخطر. ليتوجه كل من لديه صاروخ +ار بي جي+" الى الجبهة".