من هو ليس معي فهو ضدي


مازلنا نستذكر خطاب الرئيس بوش بالكونغرس الامريكي في سبتمبر عام 2001 عندماوجه رسالته للعالم اجمع قائلا"من ليس مع امريكا بحربها فهو ضدنا" , فخبراء السياسة والاتجاهات الفكرية المختلفة اجمعوا على ان هذا النوع من الخطابات يجسد حالة مزمنة من الدكتاتورية الفكرية التي تنعكس اثارها على المجتمعات بشكل عام , فهذه الخطابات اما انها تغير اسلوب الدول للتعامل مع القضايا الراهنة واما انها ستجسد حالة من التبعية لانظمة لاتؤمن الا بالسيطرة والتملك , وفي كلتا الحالتين يقع الطلم الاكبر على عاتق الشعوب التي هي في اغلب الاحيان لاناقة لها ولاجمل , فامريكا التي دوما ماتتحدث عن الديموقراطية كاسلوب حياة وتفاعل اجتماعي لوحظ خلال السنوات العشرة الاخيرة انها تتفاعل مع القضايا بمنطقة الشرق الاوسط بطريقة عسكرية بحتة اكثر منها عقلانية تتفاعل مع الافكار , مما ادى لان تحذو دول المنطقة بنفس الاتجاه من خلال تكريس انظمة الحكم والاستحواذ على السلطة بشتى الطرق والوسائل, من هنا بدأ سوق المواقف السياسية بالنضوج حتى وصل لما وصل اليه الان من تغيير في المباديء وتخلي تدريجي عن قضايا كانت بيوم من الايام بمقياس الثوابت الراسخة ,اما عن مدى التباين والاختلاف بين المواقف الدكتاتورية الامريكية وبين ممارسات الدول الحليفة بالمنطقة العربية نلاحظ ان تجسيد الفكر الثوري الذي يستثنى رغبات الشعوب بمنطقتنا العربية هو السائد بينما هناك في الغرب تبرز بشكل واضح ثقافة التفاعل بين القيادات والشعوب من خلال مقاييس الرأي العام المساند او المخالف لاي عملية مزمع القيام بها , لذلك فالغرب وامريكا بالذات تمارس على شعوبها ما هو مقبول لحد ماء وبمسمى الديموقراطية ,بينما تمارس اعتى انواع الدكتاتورية والتسلط ليس على انظمتنا العربية فحسب بل تعدعتها للشعوب , ومن نتائج السياسة الامريكية تلك هو ما نشهده اليوم من دمار وتخريب وتهجير متواصل لشعوب المنطقة العربية متلازما مع تنامي الحس الدكتاتوري لنفس الانظمة, مما ولد ويولد باستمرار الاحتقان المتزايد بين الشعوب وظهور انواع متعددة من التطرف اللامسبوق , حتى ان انظمتنا العربية الحالية اخذت على عاتقها مواصلة رسالة الغرب العنصرية على منطقتنا العربية واصبحت مقولة من هو ليس معي فهو ضدي طابع عام على يصور مجمل سياسات الانظمة العربية , وفي النهاية فان تلك العبارة العنجهية هي دوما ما تخدم الغرب والامريكان والصهيونية ولا ينوب شعوبنا العربية واانظمتها الا الخسائر المادية والبشرية وزيادة الاحتقان مابين الانظمة وشعوبها المختلفة , ومن الملاحظ ايضا ان الغرب وامريكا استخدموا تلك العبارة لمصالحهم ومصالح اسرائيل اما انظمتنا العربية فتبنوا تلك الرسالة لتثبيت انظمتهم الحاكمة فقط متناسين حجم الظلم الواقع على شعوبهم وارضهم وممتلكاتهم .... والسلام

Nshnaikat@yahoo.com