الرواية الخامسة للكنز من الحكومة الجديدة

بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية الخامسة للكنز من الحكومة الجديدة
لأول مرة منذ ان تم تكليفه يصدق رئيس الحكومة مع الشعب الأردني بقوله في المؤتمر الصحفي الخاص بكنز" الاسكندر المقدوني " " لقد كنت مغيبا عن هذا الموضوع " .
هذه أول مرة يصدق فيها رئيس الحكومة مع الشعب الأردني و في ظني _ وان كان الظن لا يغني من الحق شيئا_ أنه على أثر هذه الجملة الصادقة الوحيدة في مسيرة أبي زهير الرئاسية سيطلب منه تقديم استقالته بعد العيد و يرحل وهو في نظر أغلبية الشعب الأردني ثالث أسوأ رئيس حكومة بعد زيد الرفاعي و سمير الرفاعي .
يرحل عبدالله نسور بعد أن خانه الحظ و صدق
و لأول مرة، ذلك لأن النظام يمكن أن يغفر لرئيس الحكومة كل ما يفعله من جرائم لمنفعته الخاصة أو لمنفعة أقربائه و انسبائه و أصدقائه وحتى لو ارتكب جرائم بحق الشعب او بحق الوطن فلا يحاسبه النظام ولا حتى يسأله .
أما اذا خانه الحظ و زل لسانه و صدق مرة واحدة فلن يسمح له النظام بتكرار هذه "الغلطة الشنيعة " أو أن يستمر في منصبه لأكثر من إسبوعين و ربما يخبر بذلك قبل موعد تقديم استقالته لتجميده و لمنعه من التصرف و ذلك للتعمية .
لقد وقع دولة أبو زهير في المحظور بقوله : لقد كنت مغيبا .
لكن كيف وقع أبو زهير في هذا المحظور وهو يعرف أكثر من غيره طبيعة النظام ؟! .
في الحقيقة أن أبا زهير يعرف طبيعة النظام جيدا لكنها لحظة الأنتقام للنفس التي لم يستطع أبو زهير أن يبلعها .
إن جملة " كنت مغيبا " أعطت للشعب الأردني تأكيدا لتوقعاته و تحليلاته السابقة بأنه و بعد التعديلات الدستورية الأخيرة صار في الأردن دولتان .. دولة داخل دولة .. أبو زهير و حكومته دولة و الجيش و المخابرات دولة ثانية ، و كل دولة تعمل "على رأسها وما معها لا علم ولا خبر من الدولة الثانية " و لذلك كثرت الروايات
و تضاربت فضاعت معها الحقيقة .
وفي ظني _ وان كان الظن لا يغني من الحق شيئا _ أنه تبين لأبي زهير أحد أمرين ،
الأول : قد يكون تبين لأبي زهير ان الرواية الرابعة ليست صحيحة و أن حقيقة الأمر هي الكنز المفقود و أنه غُيّبَ عن الموضوع عمدا ،
و انه لن يناله شيء لا قليل ولا كثير من هذا الكنز.
الثاني : لقد تبين فعلا لأبي زهير أن وزير الداخلية الذي هو تابع لحكومته كان مطلعا على الموضوع منذ بدايته برغبة من الطرف المعني الخفي وأن هذا الطرف قد تعمد تغييب أبا زهير مع أنه وزير دفاع فحزَّ هذا نفسه فأخذ على خاطره .
ربما يكون هذان السببان أو أحدهما هو ما جعل رئيس الحكومة يقول جملته " لقد كنت مغيبا عن هذا الموضوع " انتقاما لنفسه و انتصارا لكرامته في لحظة " صحوة ضمير أنانية " ، و بالطبع تكون قد صدرت منه رغما عنه لأنه الأعرف بطبيعة هذا النظام .
و بناءا على هذه الخطيئة الوحيدة " الصدق لمرة واحدة " سيقدم أبو زهير استقالته بعد أيام ، لأن الرواية الرابعة التي وردت في المؤتمر الصحفي الأخير الذي لم يكن في الحقيقة مؤتمرا صحفيا للحكومة لأن رئيس الأركان الذي قدم هذه الرواية يعتبر من خارج الحكومة بموجب التعديلات الأخيرة
و لأن الرواية الرابعة هذه أثارت ردودا شعبية ساخطة إذ فسروها على أنها تسيء لصورة الجيش العربي الأردني التي أظهرته أنه كان نائما في الستينيات و إسرائيل تسرح و تمرح في الأردن ، تزرع أجهزة تجسس و تحفر و تزرع
و تطمر و الاستخبارات العسكرية لا تعلم، كما اعتبروها أيضا إساءة للمك حسين و حابس
و وصفي .
لذلك فإن الحكومة الجديدة ستأتي برواية خامسة تداولها الشعب الأردني في عطلة العيد بناءا على معلومات جديدة يزعمون أنها من شهود عيان، لإزالة آثار التخبط و الإرتباك و لرأب الصدع الذي يزداد اتساعا بين الشعب و النظام، و ربما تكون في هذه الرواية الحقيقة و أظن أن هذه الحقيقة ستكون مذهّبة.
ضيف الله قبيلات