من اهم الدلالات لعيد الاضحى المبارك

نستخلصها من الآيات الاتية : 
قوله سبحانه وتعالى "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (35) وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ( 37من سورة الحج 
من اهم الدلالات التي يجب ان يتحلى بها المسلم ويحرص على تحقيقها مما اشتملت عليها الآيات الكريمات من سورة الحج اربع دلا لات مهمة : 
1 ـ ذكر الله وشكره على ما رزقه من بهيمة الانعام . 
ان لكل امة منسكا وهي الطقوس الدنية وهي اشبه ما تكون بالمناسبات والثقافات القومية فلكل امة محطات ومناسبات لا تخلو السنة منها تتذكر فيها الامة تلك النعمة بطريقة او بأخرى وتعبر فيها عن فرحتها, ولقد كانت الامم السابقة تمارس تلك الشعائر والطقوس ولكن بشكل مختلف ,وكان الاولى الا تكون مختلفة شكلا ومضمونا عن النسك التي عبر الله عنها في القران وذلك لان وحدة الخلق والتشابه الكبير بين الامم والشعوب سواء في البنية العقلية ,او الخلقية وبالتشابه الكبير في غذائهم والتي منها الانعام يقتضي ان يكون اله هم واحد الذي يفرض عليهم ان يعترفوا له بما انعم عليهم فيشكروه على ما انعم به عليهم , فعلى سبيل المثال كان يتم التعبير عن بعض المناسبات الدينية بالذبح ولكن كانت تذبح تلك الذبائح باسم الاصنام الى درجة انهم لا يذكرون اسم الله عليها لاعتقادهم ان الاصنام تغار من ذكر اسم الله, في الوقت الذي يعترفون به ان المنعم هو الله والخالق هو الله , وكان اهل الكتاب يقدمون تلك الذبائح للكهنة ولا ياكلون منها ولا يسمحون للمحتاجين ان ياكلوا منها وتارة ما كانت تحرق ...فبين الله سبحانه ما ينبغي ان تكون عليه تلك النسك: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ على ما رزقهم من بهيمة الانعام فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) " 
2 ـ اظهار الفرحة والسرور في هذه المناسبة وان كان الانسان في قلة من المتاع متذكرا نعما كثيرة قد انعم الله به عليه في تلك السنة فيخبت الى مولاه متوسلا اليه دوام ما انعم به عليه من صحة وعافية وسلامة وعطاء ,ويتذكر ان اناسا تمر عليهم هذه المناسبة وهم في قلة من المتاع او يفتقدون الصحة او الامن والاستقرار ..... 
3ـ الصبر فلا يبدئ التضجر وبالأخص في هذه المناسبات ان لم يكن بالمستوى الذي يتمنى ان يكون عليه , ومن الصبر ايضا التعبير عن الفرح والسرور بالقدر المعقول والمقبول بلا بطر ولا ترفع على الاخرين فيخرج بزينته لكي يتباهى بها ويتكبر على منهم اقل مستوى منه . 
4 ـ ان من اهم تلك الدلالات هو الانفاق مما رزقه الله من بهيمة الانعام وادخال السرور الى اقاربه وارحامه وجيرانه والمحتاجين فيطعم القانع والمعتر فلن يصل الى الله شيء من لحمها ودمها ولكن الاصل التقوى والتقوى تعني اطعام القانع والمعتر فالقانع هو الذي لا يكشف حاجته وضره الى الناس بل يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف ...والمعتر هو من يكشف حاجته ويلح بطلبها فعليه ان يبحث عن القانع فيطعمه من اضحيته ويعطي المعتر عملا بقوله تعالى :"وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ:" 
فمن لم يعمل ذلك فليعلم انما هو ذبح لنفسه كسائر الايام واظهر جشعه ولم يضحي فهل من متعض فيتفقد ذوي الحاجات ويخرج مما اعطاه الله تعظيما لشعائر الله وثقة بما عند الله وحفاظا على ما انعم الله به عليه , وكل عام الجميع بخير وعافية . 
lateef66644@yahoo.com