بيان ختامي عن أعمال المؤتمر الخامس لتاريخ الأردن الاجتماعي

 

 

أخبار البلد - ، نظم مركز الأردن الجديد للدراسات، بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، المؤتمر الخامس لتاريخ الأردن الاجتماعي، بمشاركة مؤرخين وعلماء اجتماع وسياسة ووزراء سابقين وخبراء وممارسين في الاعلام والتعليم والموسيقى والفنون التشكيلية والعمارة.

أُفتتح المؤتمر، الذي عقد تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. معروف البخيت، في العاشرة من صباح يوم الاثنين، 28 شباط 2011 في مركز الحسين الثقافي، بحضور معالي الأستاذ طارق مصاروة، وزير الثقافة، ونخبة من الحضور والأكادييمين والاعلاميين، حيث ألقيت في حفل الافتتاح كلمات المؤسسات المنظمة: مركز الأردن الجديد وأمانة عمان الكبرى، وكلمة ممثل رئيس الوزراء، راعي المؤتمر.

تركزت أعمال المؤتمر الخامس على الفترة ما بين 1957 و1989، حيث شمل الحقبة التي تلت إنهيار التجربة الديمقراطية الأولى عام 1957، حيث سادت خلال الفترة المذكورة القوانين الاستثنائية والأحكام العرفية، والتي انتهت بدخول الأردن حقبة جديدة من الانفتاح السياسي مع إجراء الانتخابات النيابية في تشرين الثاني 1989. لقد قدمت في المؤتمر 24 ورقة عمل وبحث، غطت سبعة محاور رئيسية هي: نظرات جديدة في تاريخ الأردن السياسي؛ التحولات الاقتصادية الاجتماعية، تطور الصحافة والإعلام؛ تاريخ التعليم العالي والتعليم الخاص؛ تاريخ المؤسسات الاجتماعية، شخصيات وسير لاعلام عرفتهم الحقبة المدروسة؛ التاريخ الاجتماعي للثقافة (الموسيقى والأغنية والعمارة والفنون الجميلة).

نظرات جديدة في تاريخ الأردن السياسي:

ترأست السيدة هيفاء البشير، رئيسة منتدى الرواد الكبار، الجلسة الأولى التي عرضت فيها أربع أوراق عمل، استهلها معالي أ. عدنان ابو عودة، وزير الاعلام الأردني لأكثر من عشر سنوات، ورئيس الديوان الملكي الأسبق، بقراءة تحليلية ضافية للأردن في مرحلة ما قبل الانفتاح السياسي (1957/ 1989)، والتي عاشها من مواقع المسؤولية المختلفة التي اشغلها في الدولة الأردنية.

وأشار أبو عوده في ورقته التي جاءت بعنوان "الأردن في مرحلة ما قبل الانفتاح السياسي 1957-1989" الى أن الأمة العربية، حكومات وأحزاب، لم تستطع أن تدرك أن إسرائيل قبل عام 1967 لم تكن هي إسرائيل بعد عام 1967، حيث كان خطاب إسرائيل المحاصرة قبل عام 1967 هو خطاب سلام موهوم، إلا أن خطابها بعد عام 67 تغير وأصبح خطاب كسر للحصار المفروض عليها من الأمة العربية جمعاء.

وأضاف أن إسرائيل انتقلت بعد عام 67 من دولة إلى حركة، واعتقد العرب أنها تسعى للسلام، ولم تكن صادقة في ذلك إلا مع مصر لاخراجها من المحيط العربي، والإبقاء على التوسع في الشمال في الجولان وفي الضفة الغربية.

وأشار إلى أن ما حدث في الأردن عام 1989 هو حركة استباقية من قبل جلالة المغفور له الملك الحسين، حيث بدأت الديمقراطية والحياة الحزبية تأخذ مكانتها في جو من الأمن والسلام والاستقرار.

وقدم أ. د. علي محافظة، أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية ورقة بحثية سلطت الأضواء على مذكرات سليمان النابلسي، التي تعتمد على مجموعة من المقابلات مع رئيس الوزراء الأسبق، وذلك قبل وفاته بأشهر. حيث تناول د. المحافظة فترة الخمسينيات، نشأته وحياته السياسية، مبيناً أن النابلسي كان نظيف اليد طاهراً نزيهاً، يشهد بذلك أصدقاؤه ورفاقه وخصومه، وظل مجلسه مفتوحاً للسياسيين والمثقفين الأردنيين وحظي باحترام الناس وتقديرهم.

أما د. فتحي درادكة، الباحث والأستاذ الجامعي في التاريخ، فقد ركزت ورقته على تداعيات وآثار حرب حزيران 1967 على المجتمع الأردني، والتي انتهت باحتلال اسرائيل للضفة الغربية وأراض عربية أخرى، مركزاً بصورة خاصة على الوجود العسكري لفصائل المقاومة والتوترات التي تبعت ذلك مع الجيش الأردني، إضافة إلى التداعيات الاجتماعية والاقتصادية للحرب.

كما استعرض الحال العربي قبيل نشوب الحرب، والأسباب الحقيقية لحرب حزيران 1967 وآثارها المباشرة وغير المباشرة على الأردن، مشيراً إلى أنه، ونتيجة لهذه الحرب، فقد لحقت بالأردن خسائر مباشرة كبيرة، أولها فقدان الضفة الغربية بعد وحدة استمرت 17 سنة، إضافة الى خسارة الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وتدمير سلاح الجو الأردني وخسائر عسكرية أخرى.

الورقة الرابعة والأخيرة في هذا المحور قدمها د. فيصل غرايبة، الباحث والخبير الاجتماعي، حيث تناول فيها الاصلاح المتنازع عليه بين التيارات السياسية المختلفة، وذلك إنطلاقاً من تجربة الأردن.

وجاء في ورقة د. غرايبة "تعرضت البلاد العربية مؤخراً لنوعين من الضغوط من أجل انجاز عملية الإصلاح الحديث من طرفين، أولهما داخلي يتمثل بالرأي العام والنخبة المحلية، وثانيهما خارجي يتمثل بالقوى الغربية المتقدمة والمهيمنة، وتأخذ شكل ضغوطات على أصحاب القرار. وتتضمن مطالب الإصلاح في التحول نحو الديمقراطية وبناء المجتمع المدني وتأهيل الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية للتكيف مع شروط الاندماج في النظام العالمي الجديد، عبر منظومة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، بحيث يشكل ذلك مدخلاً لتأسيس نمط جديد من الثقافة والتفكير الجمعي".

وأضاف غرايبة "يأتي ذلك في الوقت الذي فقدت فيه التيارات الفكرية القائمة على أساس قومي أو أممي تأثيرها على الرأي العام نتيجة لفشلها في اختبارات الحياة، التي كانت تنتظر منها تحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة، هذا في الوقت الذي افتقدت فيه النخبة المثقفة، والتي كانت تحمل أفكار تلك التيارات دورها الاجتماعي وتأثيرها الفكري في المجتمع، بعد أن أصاب طبقتها- الوسطى-عموماً الانكماش وضعف التأثير. وتمخض عن هذا الوضع ضمور الأيديولوجيات، وتعويم إطارها المفاهيمي التقليدي، وبالمقابل فقد اشتد الطرح ذو المنابع الدينية القائم على العودة إلى الأصول، متجاوزاً إلى حد كبير حقبة التنوير، ولكن هذا التيار التفسيري الاجتهادي ما لبث أن عدل إطاره المفاهيمي، كما فعل التياران القومي والأممي قبله، فقبل الديمقراطية وآثر التعامل مع الآخر، كما قبل بمبدأ الانفتاح على الحضارة الغربية".

التحولات الاقتصادية – الاجتماعية:

احتوى هذا المحور على ورقة رئيسية تناولت التحولات الاجتماعية – الاقتصادية في الريف والبادية الأردنية، وتقدم بها د. عبد العزيز محمود، أستاذ الانثروبولوجي في جامعة آل البيت، المفرق.

حيث تناول نشأة المجتمع الأردني في الريف والبادية، مع التركيز على القرية الأردنية كتشكيلة اجتماعية - اقتصادية، وعرض البنية الاجتماعية القروية ومراحل تحولات أنماط الإنتاج، من نمط تقليدي زراعي - رعوي الى نمط استثماري ، كما تناول البحث الخصائص السوسيو – ثقافية للتجمعات القروية والتحولات التي طرأت على البنية الاجتماعية الريفية، وقدم البحث نموذجين اجتماعيين - اقتصاديين بهدف تمثيل طريقة التحولات على البنية الاجتماعية وأنماط إنتاجها.

النموذج الأول: واقع الريف الأردني بشكل عام، مع التركيز على مجتمع منطقة "النقع" في غور الصافي بشكل خاص، كدراسة حالة.

-النموذج الثاني: التحولات التي طرأت على بنية المجتمع البدوي ونمط الإنتاج الرعوي في منطقة الرويشد في البادية الشرقية الأردنية.

الاعلام والصحافة ونشأة الصحافة المؤسسية:

ترأس هذه الجلسة أ. د. تيسير أبو عرجة، رئيس قسم الصحافة والإعلام ، جامعة البتراء. قدمت ضمن هذا المحور ورقتان رئيستان، الأولى لمعالي د. سمير مطاوع، وزير الاعلام الأسبق ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء الأردنية – بترا، حيث استعرضت الورقة دور الإعلام الأردني في زمن الحرب الباردة العربية – العربية، خلال الفترة الممتدة من عام 1950 وحتى عام 1967. حيث تناول عدداً من الموضوعات منها: سمات الإعلام الأردني خلال تلك الفترة وتصنيفه خارجياً، الأدوات الإعلامية والتي اقتصرت على الصحف والإذاعة فقط، تصنيف الإعلام الأردني بأنه إعلام محلي وطني موجه للداخل من حيث المدى والتأثير والقدرة على الانتشار، مع أنه تميز في خطابه السياسي بالبعد الإقليمي القومي، توصيف الإعلام الأردني من الخارج بأنه "إعلام رجعي" في حين كان التوصيف الأردني للإعلام المعاكس بأنه إعلام "المراهقة الثورية". وأكد د. مطاوع على الدور الكبير الذي لعبه الإعلام الأردني في الحرب الباردة، من حيث التأثير على مجريات الأحداث في المنطقة، بعد تعزيز القدرات الإعلامية والصحفية في بداية الستينات من القرن الماضي وحتى نشوب حرب حزيران 1967.

أما الورقة الثانية فقد تناولت نشأة وتطور الصحافة الأردنية المؤسسية ما بين عامي 1967 و1989. وقدمها أ. د. عصام سليمان الموسى، من جامعة الشرق الأوسط بعمان. ومما جاء فيها:

"إن الإعلام العربي، ومنه الإعلام الأردني، بقي إعلام حكومات بامتياز حتى التسعينيات من القرن الماضي، حين عملت تكنولوجيا الاتصال الرقمية على فرض واقع جديد. هذه التكنولوجيا التي حدت من الرقابة الحكومية وحققت تعددية في الرأي لم تكن معروفة قبلاً". وأضاف: "كان إعلامنا العربي، إعلام خاضع لنظرية السلطة، أي أنه يعلي وجهة النظر الواحدة، الحكومية، ويركز على وظائف للاتصال بعينها دون أخرى (كالأخبار والترفيه)". ولاحظ د. الموسى أن الصحافة في الأردن للفترة الممتدة بين 1970 إلى 1989، تطورت ونمت لتصبح مؤسسات مقتدرة، توظف أعدادا كبيرة من الصحفيين والعاملين، كما نمت في رأسمالها. وفي حين بقي الإعلام المرئي والمسموع (الإذاعة والتلفاز) ملكاً للحكومة وخاضعاً لها، ولاحظ أن الصحافة الأردنية باتت تتطور على يد القطاع الخاص، بل وصارت تأخذ مواقف ناقدة للحكومة، موفرة ساحة فكرية بحسب ما سمحت به القوانين المتشددة التي صدرت في تلك الفترة، مؤشرة على بلوغ مرحلة من النضج، مهدت لقدوم شبه دمقرطة في التسعينيات والسنوات التي تلت.

التعليم الخاص ومؤسسات التعليم العالي:

قدمت خلال ذات الجلسة ورقتي عمل، الأولى قدمها أ. زياد سلامة، التربوي والباحث، حيث استعرض خلالها واحدة من أهم مؤسسات التعليم الخاص في الأردن: "الكلية العلمية الاسلامية كدراسة حالة"، فتناول نشأة مدارس الكلية العلمية الاسلامية في عمان عام 1947، والظروف والتحديات التي واجهت هذا المشروع التربوي الذي سعى إلى تقديم ثقافة إسلامية للطلاب، وتحدث عن دور المال الخاص في رفد هذا المشروع الخيري التطوعي، وكيف تسابق أهل المال والغيرة على هذه الأجيال في تمويل المشروع حتى قام على أقدامه وبدأ في تحقيق أهدافه.

كما استعرض أيضاً أسماء وأدوار القائمين على المشروع من الناحية الادارية والتعليمية والتربوية. بالاضافة إلى التعريف ببعض المعالم البارزة في حرم الكلية.

أما الورقة الثانية فقد تناولت بناء مؤسسات التعليم العالي خلال فترة 1962/1989. وقدمها أ.د. نعيم الظاهر من جامعة الزرقاء الخاصة. حيث تناول موضوع الانتشار الجغرافي المكاني لكليات المجتمع "قبل انضمامها إلى جامعة البلقاء التطبيقية"، بالإضافة إلى عرض نشوء وتطور الجامعات الرسمية والخاصة خلال فترة الدراسة المقترحة "1951-2006". ولغرض إبراز مكانة الأردن التعليمية ركز على مقارنة موقع التعليم العالي في الأردن مع الدول العربية في نفس الفترة. كما استعرض مسيرة التعليم العالي في الأردن ، حتى سنة 2006 من خلال الحديث عن كليات المجتمع الرسمية والخاصة، الجامعات الرسمية والخاصة، اقتصاديات التعليم العالي واوجه الاستثمار فيه، التعليم العالي في الأردن والوطن العربي "دراسة مقارنة"، بالاضافة إلى مستقبل التعليم العالي في الأردن.

تاريخ المؤسسات الاجتماعية:

ترأس الجلسة الأولى من اليوم الثاني من المؤتمر أ. د. مجد الدين خمش، أستاذ علم الاجتماع، الجامعة الأردنية. قدمت ضمن هذا المحور ورقتي عمل. الأولى بعنوان التطور التاريخي للاتحاد العام للجمعيات الخيرية، وقدمها د. عبد الله الخطيب الرئيس السابق للاتحاد العام للجمعيات الخيرية. حيث تناول عدداً من الموضوعات المتعلقة بالاتحاد وهي، البعد الاجتماعي والانساني والاقتصادي للاتحاد العام. منطلقات عمل الاتحاد العام للجمعيات الخيرية ودوره في تنسيق جهود العاملين في العمل الخيري، الدور التكاملي الذي قام به الاتحاد العام للجمعيات الخيرية والأتحادات المشاركة في تأسيسه في مواجهة التحديات الاجتماعية والانسانية على مستوى الوطن، الدور الضاغط التشاركي الذي مثله الاتحاد العام للجمعيات الخيرية لإبراز دور منظمات المجتمع المدني في تعاطيها مع القضايا الإجتماعية والإنسانية على المستوى المحلي والإقليمي، دوره في الإسهام في صياغة التشريعات الناظمة لأعمال منظمات المجتمع المدني ونكوص هذا الدور في ضوء تغول السلطة التنفيذية على المستوى المحلي والعربي. وانتهى إلى عرض إنجازات الاتحاد العام للجمعيات الخيرية على المستويين الوطني والاقليمي.

الورقة الثانية "ذكريات عن نشأة نادي الجيل الجديد (1949/1990)"، وقدمها الباحث والتربوي أ. محمد علي وردم، حيث تحدث عن تأسيس نادي الجيل الجديد في عمان عام 1950 على يد مجموعة من الشباب الأردنيين من أصول شراكسة، كانوا لا يزالون يدرسون في المرحلة الثانوية، وكان الهدف الرئيس له الحفاظ على اللغة الشركسية وموروثها الثقافي.

وبين وردم أن النادي كان في الفترة ما بين أعوام 1967 و 1956عبارة عن "خلية نحل" فالنشاطات الثقافية والإجتماعية لا تكاد تنقطع، من مثل تقديم تمثيليات قصيرة باللغة الشركسية ذات فصل واحد في الأمسيات الاجتماعية التي كان يقيمها، ثم إنشاء مكتبة كانت الأكبر بين مكتبات الأندية في عمان في ذلك الوقت، كما تأسست الفرقة الفنية للرقص الشعبي وقدمت مسرحيات طويلة، وكان للنادي فريق كرة وفرق لكرة الطاولة.

وبعد عام 1967 ونظراً لتراجع إتقان اللغة الشركسية للأجيال الجديدة، تم التركيز من قبل النادي على تطوير الفرقة الفنية لأنها باتت الوسيلة الأيسر للشباب للتعبير عن هويتهم المرتبطة بجذورهم وقدمت عروضها بانتظام في مهرجان جرش، كما اكتسبت الفرقة سمعة محلية واسعة، وقدمت عروضاً في الخارج، وكانت تمثل نموذجاً في الانفتاح والتعددية. وبين أن النادي كان يمارس نشاطاته من خلال مقر في أبنية مستأجرة جلها في وسط عمان منذ تأسيسه، وفي عام 1985 اقام النادي مقراً دائماً له، من خلال أبنية رحبة تتوفر فيها مساحات واسعة، كانت السبب في النقلة النوعية الكبيرة له، من حيث النشاطات وأعداد المشاركين من الأعضاء والمتطوعين.

شخصيات وسير:

الجلسة الثانية من اليوم الثاني، والتي رأسها معالي د. زيد حمزة وزير الصحة الأسبق، قدمت خلالها أربع أوراق عمل.

الورقة الأولى، وهي بعنوان "إضاءة خاطفة على رموز القضاء الأردني"، قدمها معالي د. فهد أبو العثم وزير العدل الأسبق. حيث استعرض خلالها المبادئ التي يقوم عليها القضاء الأردني، بالإضافة إلى استعراض قيم القضاء وتقاليده. كما عرّف بمواقف العديد من رموز القضاء التي نفاخر بهم أينما اتجهنا في العالم العربي، ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر: علي مسار، موسى الساكت، عبد الرحيم الواكد، أحمد الظاهر، نجيب الرشدان، صلاح رشيدات، سعيد الدره، بشير الشريقي، رفعت شموط، ومحمود صلاح، ثم الجيل التالي من القضاة وهم جيل تيسير كنعان، علي النعسان، خليف سحيمات، تيسير الديري، عمر أباظة.

الورقة الثانية، "عصام العجلوني من الخدمة الاجتماعية الى الحاكمية المحلية، قدمها الأستاذ عصام الزواوي، الخبير في التنمية المجتمعية. حيث استعرض فيها الدور الوطني والانساني والاجتماعي لعصام العجلوني، وتناول أبرز المحطات والمراحل المفصلية في حياته، كأحد أبرز قيادات العمل الاجتماعي في الأردن، وكرجل دولة من الطراز الأول في الفترة التاريخية من حياة الأردن التي يغطيها المؤتمر (1957 – 1989). وقد بدأ عصام العجلوني حياته العملية في منتصف الخمسينات من القرن المنصرم، وتوفي عام 1982 وهو على رأس عمله كأمين للعاصمة عمان. وقد مرّ الزواوي على محطات حياة العجلوني، ومنها تأسيس معهد الخدمة الاجتماعية الاردني عام 1966، وتجربة عصام العجلوني كأول وزير للعمل حيث قام بتأسيس وزارة جديدة وتم وضع الهيكل التنظيمي لتسيير أعمالها، ودوره في وضع أول قانون للضمان الاجتماعي، وأخيراً دوره كأمين للعاصمة.

الورقة الثالثة، "أضواء على سيرة المرحوم محمد عبد الرحمن خليفة"، المراقب العام الأسبق لجماعة الاخوان المسلمين، وقدمها الباحث أ. زياد أبوغنيمة. حيث تناول في ورقته الأبعاد المختلفة من سيرته، ولا سيما تعدد خلفياته العلمية والأكاديمية ودوره كمناضل سياسي ضد الاستعمار، وكقاضٍ ومحامٍ، ثم كمراقب عام لجماعة الاخوان المسلمين، كما بين أبو غنيمة مناقبه الشخصية. وقال إن محمد عبد الرحمن خليفة مارس دوره كمراقب عام للإخوان المسلمين دون أن يكلف الجماعة فلساً، حيث كان يعتمد على دخله كمحامٍ.

الورقة الرابعة، وهي بعنوان "مقدمة في السيرة الذاتية للمرحوم صبحي جبري، صاحب سلسلة المطاعم الشهيرة باسمه، قدمها الأستاذ عبد الله كنعان، نائب رئيس نادي الفيحاء الثقافي. فعرف فيها بصبحي جبري كنموذج للرجل العصامي الذي وصل إلى القمة بكفاحه وجهده ومثابرته، من دون أن يتوفر بين يديه أي سلاح يعينه في مقارعة أهوال الحياة، سوى إيمانه وعزيمته وإرادته وتصميمه على النجاح. كما تحدث عن بعض المحطات الهامة في حياته تحت عناوين متعددة مثل: صبحي جبري بطل الأردن في رفع الأثقال، صبحي جبري مع المجاهدين في فلسطين، انتصار الحلفاء وانتهاء الحرب العالمية الثانية، زيارة لبنان ومعمل الخروب، صبحي جبري يتبرع لوزارة الزراعة، صبحي جبري والإبداع.

التاريخ الاجتماعي للثقافة الأردنية: الموسيقى والأغنية

قدمت في هذه الجلسة التي رأستها الباحثة الأستاذة خديجة حباشنة، ورقتي عمل، الأولى بعنوان: "نشأة الأغنية الأردنية والعوامل المؤثرة على تطورها التاريخي"، وقدمها الملحن والموسيقي مالك ماضي، وتناولت مراحل رافقت تطور الأغنية في الأردن، منذ قدوم الهاشميين للأردن، ثم مرحلة الاستقلال ووحدة الضفتين، ومرحلة تأسيس إذاعة المملكة الأردنية من عمان، وانتهى بمرحلة نكسة 1967 وحتى الآن.

أما الورقة الثانية، وهي بعنوان "التطور المعاصر للموسيقى الأردنية"، فقد قدمها د. عبد الحميد حمام، جامعة اليرموك. حيث تحدث عن الحياة الموسيقية وتطور الأغنية الأردنية في عهد الملك المؤسس عبد الله بن الحسين، الأغنية والحياة الموسيقية في مرحلة حكم الحسين بن طلال. كما تحدث عن تنوع الأنماط الموسيقية القائمة في الأردن، مثل: الموسيقى الشعبية في الأردن، الموسيقى التقليدية المدروسة، التأثيرات الجانبية على الموسيقى الأردنية. واستعرض أيضاً تطور المؤسسات الموسيقية، أو التي كانت لها مساهمات موسيقية.

التاريخ الاجتماعي للثقافة الأردنية: العمارة والفن التشكيلي

هذا واختتم المؤتمر بجلسة رأستها المخرجة سوسن دروزة، قدمت خلالها أربع عروض وشهادات تناولت الفنون التشكيلية والعمارة. الشهادة الأولى قدمها أ. مهنا الدرة الفنان التشكيلي المعروف، عن تجربته الشخصية في الفن التشكيلي منذ الخمسينات، حيث تناول فيها نشأته المبكرة وهوايته للرسم في بيئة تقليدية، ثم سفره لدراسة الرسم في روما أواسط الخمسينات، مروراً بعمله في التعليم الحكومي مدرساً للفنون، ثم في وزارة الإعلام والسلك الدبلوماسي. وعرض نماذج من أعماله في مختلف المراحل التي مر بها، كما استعرض فلسفته الفنية ورأيه في النقد التشكيلي في الأردن.

 وبدوره قدم د. خالد خريس مدير المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة عرضاً تحليلياً بانورامياً لملامح الفن التشكيلي الأردني منذ الخمسينات وحتى نهاية الثمانينات، تناول فيه أبرز الرموز الفنية العاملة في مجالات الرسم والنحت والحفر والخزف والتصوير الضوئي والفيديو آرت وفن التجهيز في الفراغ. وترافق حديثه مع عرض لشرائح ضوئية تمثل نماذج من أعمال الفنانين التشكيليين الأردنيين.

 كما قدم م. د. رامي ضاهر، المعماري والخبير في التراث الحضري قراءة شيقة وموثقة بالصور حول تراث الحداثة المنسي لعمارة عمان، حيث تناول فيها موضوعات عدة مثل: فكر "الحداثة" والعمارة وتخطيط المدن، طبيعة تكّون الفراغ العام والمجال العام في المدينة العربية بشكل عام، وفي عمان بشكل خاص. ثم قام بإجراء تحليلات تتعلق بالنمو والمورفولوجيا لعمارة الحداثة في عمان في محاولة لفهم العلاقة بين تلك العمارة والمجتمع الذي أنشأها، وتأثير ذلك على إنشاء الفراغات العامة وتطوير المجال العام في المدينة. وعرّفَ د. ضاهر بالمحاولات المحلية والعربية لبحث وتوثيق مجالات تراث الحداثة في العالم العربي وسبل الحفاظ عليه من الاندثار.

 هذا، واختتمت خمس طالبات، من قسم العمارة في جامعة آل البيت، الجلسة الأخيرة للمؤتمر بعرض شريط فيديو عن عمارة م. جعفر طوقان وشخصيته وثقافته، انطلاقاً من مقابلات شخصية معه، كان أجراها الدكتور علي أبو غنيمة، عميد كلية الهندسة في جامعة آل البيت.