حرب نسائية
ربما من حسن حظ النساء زيادة مشاركة المرأة في الحرب مع داعش وضدها أيضا.
فمن "جهاد النكاح"، حيث استعملت بعض المغرر بهن أول أسلحتهن لنصرة "داعش والنصرة" إلى كتائب المجاهدات وأخيرا ضرب المرأة بالمرأة.
ولم يكن قرارًا عفويًا أن تختار الإمارات مريم المنصوري كامرأة لقيادة طائرة F16 للمشاركة في ضرب أهداف منتقاة لداعش.
كما ينطبق الأمر نفسه على بريطانيا أيضا التي قامت بإرسال امرأتين لقيادة طائرة "تورنادو"، ولربما يكون هدفهما الأول امرأة بريطانية تقاتل مع داعش ومسؤولة عن تدريب الانتحاريات وهي "سمانثا لوثويت" الأرملة ذات الثلاثين عاما التي قتل زوجها "جيرمين ليندسي" في تفجيرات لندن تموز 2005 والتي اتخذت اسم "شرفية" بعد اعتناقها الإسلام.
وتعتبر "شرفية" في "داعش" بمثابة النسخة النسائية من "غوبلز" وزير الدعاية النازي، حيث تحدثت الصحافة البريطانية عن قدراتها في تجنيد الأوروبيين الذين أسلموا بالانضمام لداعش. وتعتبر المرأة رقم واحد المطلوبة حية أو ميتة لدى عدد من الدول. ويقال إنها شاركت في العميلة التي نفذها تنظيم الشباب الصومالي في أحد مراكز التسوق في نيروبي قبل أكثر من عام. ويقال إن لها بطاقة حمراء في الانتربول، وحاولت التأكد بالبحث في قاعدة بيانات الانتربول فلم أجد اسمها.
ومن المعروف أن المرأة الفلسطينية قامت بأدوار غير مسبوقة في مسيرة النضال من ليلى خالد وفاطمة برناوي وزهيرة اندراوس وسمية عودة ودلال المغربي وتيريز هلسة حتى لمياء معروف.
أما المقاتلات الكرديات في البيشمركة فأمر معروف ومشهور، وهناك مثل كردي يقول:"الأسد.. حين يخرج من عرينه، يبقى أسدا، سواء كان ذكرا أم أنثى".
في الحروب القديمة كان سبي النساء من أغلى غنائم المنتصرين، وفي الحروب الحديثة تهوى النساء المحاربين العائدين من الجبهات أما الأموات فبانتظارهم الحواري العين. وأذكر أنه قبل ثلاثين سنة سألت إحدى الزميلات دكتور الشريعة عن نصيب النساء في الجنة فأجابها أنها "قليلة أدب".
مشاركة النساء في الحروب أمر قديم لكن الجديد ليس العمل في مصانع الذخيرة أو مداواة الجرحى، فقيادة الطائرات أصبحت أشبه بلعبة الكترونية أكثر من كونها قتالا بالسيوف وجها لوجه.
ولربما ما جرى يساعد على السماح للمرأة بقيادة السيارة في السعودية بعد أن نجحت في قيادة الطائرات المقاتلة والتجارية.
وفي النهاية فإن المشاركة النسائية في حمل السلاح ربما تساهم في تغيير الصور النمطية عن المرأة بأنها فقط تتابع مسلسل الساعة الثامنة مساء وفضائية "فتافيت" ومسلسلات الشوربة التركية.