جرافات البرلمان و«الكنز المزعوم»
لا أصدق شخصيًا أن سعي بعض أعضاء مجلس النواب لحفر موقع "الذهب المزعوم" في خربة هرقل منطلق من مخافة الله وحرص على مصلحة الوطن، والحقيقة، بقدر ما هو جزء من سيناريو تصعيد سياسي في وجه الحكومة بسبب ما يتردد عن دورها السلبي ضد النواب في مسألة التقاعد المدني.
بعض كبار المسؤولين في الحكومة، قدموا توضيحات لرئاسة مجلس النواب وأركان المجلس، بعنوان عدم وجود "بصمات" للحكومة أو تدخلها بملف التقاعد.. برغم ذلك كان موضوع "الكنز" ساحة التفريغ الأكبر للعديد من الأعضاء الذين يتصورون أن رد تعديلات التقاعد شوهت صورة المجلس وسط الناس، وهي صورة ليست ولم تكن زاهية بكل الأحوال.
لم أسمع بانطلاق تظاهرة شعبية واحدة تمجد مجلس النواب أو تتضامن معه حتى يصلح "سوء النوايا" هو القاسم المشترك للعلاقة بين السلطتين.
بالسياق لا أعتقد أن عضو مجلس النواب الذي زار موقع خربة هرقل بمرافقة "جرافة" وقبل لجنة النزاهة النيابية وبقرار فردي.. أنه أو أنها يسعى أو تسعى لأكثر من الاستعراض والمزاودة واجتذاب الكاميرات في سلوك يخلو تماما من "السياسة" لان وظيفة النائب استجواب الحكومة تحت القبة لا مرافقة الجرافات للحفر في صدقية الرواية الحكومية. بكل الأحوال ثمة ربيع يتحرك في الخريف ضد حكومة الرئيس عبدالله النسور في كواليس اللعبة البرلمانية وبرغم أني شخصيا لا أشتري رواية "الذهب" بأي سعر من حيث المبدأ إلا ان قصة الذهب المزعوم أصبحت مجالا لتفريغ البطولات الوهمية والتجاذبات السياسية مع اني شخصيا أميل بقوة لرواية "العملية العسكرية" ولدي ما يصادق عليها وبالتأكيد ليس السبب تصريحات الأخ الصديق وزير الداخلية بل أعمق قليلا.