نحن لسنا الأقوى لكننا الأكثر حرصا


لا خوف عليكم أيها الأردنيون فمنذ تأسيس الإمارة حتى يومنا هذا مررنا بالعديد من النكبات والعثرات وكنا دائما نخرج من فم الحوت متعافيا سالمين داعش ليست هي مصيبتنا وحدنا وان كانت شكلت حالة من الإرباك والتخبط في المنطقة مستغلة حالة الفوضى التي سادت بعض الدول العربية أو رغبة من دول استعمارية للسيطرة على حقول النفط والثروات الأخرى وعودة احتلال المنطقة من جديد بحجة دولة الخلافة في العراق والشام . 
  
نحن والحمد لله ليس لأحد أن يطمع فينا فمديونيتنا كبيرة ومواردنا محدودة فكل الإطراف تبحث عن الموارد وهي ليست لدينا فلا احد يفكر فينا كي لا نصبح عبئا عليه , فلا خوف علينا ان كان من داعش او من يساندها وتدخلنا في الحرب ضدها استباقي واحترازي . 

ولن اتبجح بالقول بأننا الأقوى من بعض الجيوش العربية التي تقاتل الإرهابيين لكنني على يقين بأنه ليست لدينا انقسامات أو خلافات على هيكل الحكم يمكن ان يستغل لصالح المتطرفين فغالبية الشعب و حتى بين أوساط السياسيين أن كانوا من اليساريين أو من اليمينين جميعهم متمسك بنظام الحكم عندنا وعلينا أن نعترف بقوة أجهزتنا الداخلية التي استطاعت أن تحافظ على ديمومة واستقرار الدولة لعقود طويلة فمنذ نشأت الأردن تعرضنا للكثير من الضغوطات ومحاولات العبث وفي كل مرة بفضل الله وفضل أجهزتنا المتماسكة استطاعوا إفشال المئات من المحاولات لنيل من هذا البلد الصغير وبقيت سفينتا تقاوم كل الأمواج وتحط في مرفئها بأمان وسلام ( نحن لسنا الأقوى لكننا الأكثر حرصا ). 
  
من المؤكد أن هناك بعض الأخطاء التي ارتكبتها أجهزتنا ومن الممكن أن يكون لنا بعض التحفظات على بعض التصرفات لكنهم في المحصلة استطاعوا أن يوفروا لنا الكثير من الأمن والاستقرار وبالتأكيد أن شعبنا ينتظر بفارغ الصبر ترميمها فالإصلاح مطلوب ومحاربة الفساد من أهم العوامل التي تحصن الدولة من الاختراقات وهناك شخصيات لطالما شعبنا وثق بها ويريدها و محل ثقة كبيرة ومشهود لها بنقائها وانتمائها للعرش والوطن والشعب وبعودتهم نطمئن شعبا أننا بخير .

هم لا يحملون عصى سحرية لإخراجنا من كل هذه التراكمات لكنهم في مراحل سابقة قادوا العمل الدبلوماسي وقادوا العديد من مؤسسات الحكم لفترات طويلة وخلال هذه الفترات لم يرى شعبنا منهم الا الطمأنينة والخير فقد انحازوا لمطالب الشعب أكثر من غيرهم وبقوا الأقرب إلى همومه ومعاناته وفي هذه الظروف التي تعصف بالمنطقة نحن بأمس الحاجة لزيادة الحصن والحرص على التماسك فيما بيننا وقد حان الوقت لنعيد الثقة بهم ولنخرج من فم الحوت كما خرجنا منه مائة مره .