خلّيها لبعد العيد

منذ أسبوع و أكثر ..كلّما طلبتُ من أحد ما أي شيء ؛ ينط الموعد إلى بعد العيد ..اذا قلت لصديقك :بدنا نقعد ..يقول لك : على طول ؛ شوفلك يوم بعد العيد وأنا جاهز .. !
إذا أردت أن تتكلم عن اقتراح عملي لمديرك ..يقول لك :خليها بعد العيد نقعد على رواق و نحكي بالتفاصيل ..!! إذا قلت لأمك احكيلي قصّة زي زمان ..تحكيلك : يقطع شرّك ..خليها بعد العيد ..!! إذا قلت لمرتك : شو رأيك نشم الهوا..؟ تقول لك : بعد العيد ..!!
حتى العيد اذا أردتَ أن تراه على حقيقته و تقدّم له طلب بذلك ..يقول لك : خليها بعد العيد ..
كل شيء مؤجل لبعد العيد ..وللتأكد من صحة كلامي راجعوا الأشياء التي أجلتموها أنتم أو أجلها لكم الآخرون ..سترونها كثيرة ..وسيأتي العيد ..وسيذهب ..ويأتي «بعده» وسترى أن أغلب الأشياء المؤجلة لن تتم ولن تناقش و سيطويها النسيان ..
أتعرفون أين المشكلة في هذه الترحيلات الى ما بعد العيد؟! ..المشكلة كل المشكلة أن العطلة في داخلنا ..العطلة لا ترحل عنا حتى ونحن ندعي العمل أو نحن منغمسون فيه ..لأن القصة ليست العيد و بعده ..ولا رمضان و بعده ..والسنة الجديدة وبعدها ..القصة أننا بلا عمل حقيقي يسهم في بناء المدنية والحضارة ..وأننا نعيش لنعيش فقط وليس لنستمتع بالعيش ونشارك الآخرين بهذا الاستمتاع ..
لدي كلام خطير أود قوله لكم ولكن ما الي مزاج الآن : خلوها بعد العيد ..!!