«ميني «خاروف
زماااان
الله يرحم أيام زمااان
كنتُ أحرص كل عام على الاتصال بمندوب»تكية ام علي»، وكان يأتيني ـ مشكورا ـ الى البيت وأدفع له مئة دينار وكان يعطيني»وصلا» باستلام المبلغ، مقابل مساهمتي بثمن»أُضحية» في عيد» الأضحى».وكان يأتيني»مسج»ثاني او ثالث أيام العيد، يشير الى أن «أَضحيتي» ذُبحت وسيتم توزيعها على الجهات المخصصة لذلك، وكان آخرها أهل غزّة.
كنتُ أبدو سعيدا وقتها، كوني أقوم بعمل «خير» أرجو منه»أجرا» و»ثوابا» في»الآخرة».
تغيّرت الأحوال، أحوالي، ولم اعد أتّصل بمندوب»تكية ام علي»، وصرتُ أكتفي بالدعاء الى الله العليّ القدير أن يعيد لي تلك الأيام، فأسعى الى فعل الخير.
كنا(عائلتي) وأنا في السوق؛ بوسط البلد،وبالطبع، كنا نتابع اسعار الأضاحي وارتفاع أسعار الخرفان، ونتحسّر على أيام كنا نشتري الخروف وقبل العيد بأيام وندلِله ونلاعبه ويلاعبه أولاد الحارة وهو يصرخ قائلا»ماااااااع».
كنا نجتهد ونخطط كم قطعة سوف نقطعه، ولمن سنوزّع لحمه وأطرافه. وكالعادة،كنا نختلف، و»تدبّ الطوشة» في البيت، بسبب الاختلاف على «حصص» الكائنات التي سوف»نخصّها» بأُضحيتنا الحبيبة.
كثُرت الجهات والجمعيات التي تعرض على المواطنين شراء الأضاحي، وانتشرت «العروض» والبيع»بالتقسيط»،وصار سعر الخاروف مثل»باتا» بـ»99» دينارا او»88» وهكذا، ولا تدري كيف يحسبونها لتكون بهذا السعر الغريب.وكأنهم يعرفون أن المواطن لن يسترد ولن يُطالب بباقي المئة دينار كأن يقولوا له»خليهن حسَنة عن اولادك»،وربما يكون المقصود» عن ذنوبك وحماقاتك»!
للأسف الشديد، لم أستطع الدخول في «مارثون» الأضاحي هذا العام لكثرة العروض، وحيرتي، والأهم بسبب الطّفَر.
آملا من الله العليّ القدير أن يغفر لي ما لا طاقة لي به، مع أن النيّة واضحة وصريحة، وانا صديق للخرفان، فهي تشبهني، بكونها»ضحية»، كما أن ثمة سمات مشتركة بيننا، وهي»الطّيبة» و»الاستسلام» للذّبح.
ولذلك، بسبب، كل ما ذُكر سابقا، قررتُ شراء»خاروف»/لعبة للولد، او «ميني» خاروف، على الأقل صار في بيتنا»خاروف» يقول»مااااااااع».