خاطــرة..

يعتقد بعض أعضاء هيئة التدريس أن وظيفتهم الوحيدة في الجامعة هي القيام بالعملية التدريسية فقط وهذا مفهوم غير صحيح ومغالط للرسالة الحقيقية لعضو هيئة التدريس والمرتبطة بشكل أساس مع وظيفة الجامعة ودورها في خدمة التعليم والبحث والمجتمع.

ومن الملاحظ أيضاً عزوفهم عن المشاركة في لجان الجامعة والكليات والأقسام وعدم مشاركتهم في الأنشطة الإيجابية وفي اعتقادي أن هذا الخلل يتحمله بالدرجة الأولى إدارات الجامعة التي من مسؤولياتهم التوجيه والتوضيح والحث إلى الاندماج بالبيئة الجامعية بكل جوانبها وذلك من خلال التعاميم والاجتماعات وفي الدرجة الأولى دور مجالس الكليات والأقسام ووضع الحوافز، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب حيث لا يجوز مساواة عضو هيئة تدريس ملتزم بالدوام الجامعي ومشارك في الحياة الجامعية بكافة جوانبها ويقوم بدوره على أكمل وجه في العملية التعليمية التعلمية وإجراء البحث العلمي مع عضو هيئة تدريس سلبي غير متفاعل.
وأضيف أن الحرية لعضو هيئة التدريس ضرورية وأساسية وبخاصة الحرية الأكاديمية التي لا تتعارض مع تشريعات الجامعة وأنظمتها وتعليماتها، والحرية بمفهومها الواسع لا تشير على عدم المشاركة والتفاعل والتواجد وإثراء البيئة الجامعية بل على العكس تماماً؛ فإن الحرية المعطاة لأعضاء هيئة التدريس يجب أن تكون الدافع للعمل وتقديم ما لديهم حتى يتم الاستفادة من خبراتهم وعلمهم وأفكارهم.
إن الاعتقاد السائد لدى بعض أعضاء هيئة التدريس، أنه لا ضرورة لتحديد ساعات وجودهم في الجامعة هو اعتقاد غير صحيح خصوصاً أن عدم الوجود ليس له علاقة بارتباطات في مجال البحث العلمي أو أنشطة أخرى تخص الجامعة.
إن نهضة التعليم العالي وضمان صورته تحتاج إلى جهود كبيرة وإلى تعاضد وتعاون كبير من جميع مكونات الجامعة وأهمها عضو هيئة التدريس الذي يعد حجر الزاوية في عملية الإصلاح والتطوير والتحسين، وأؤكد أن توفير جميع الإمكانات في الجامعة دون تفاعل أعضاء هيئة التدريس ستكون نهايتها الفشل وفي أحسن الحالات التراجع والذي أصبح سمة واضحة لكثير من جامعاتنا.
إن محور العملية التعليمية التعلمية ومحور العملية البحثية أساسها عضو هيئة التدريس المؤهل القادر على التغيير والتطوير وإضافة الجديد، لذا فإن من واجب الإدارات الجامعية الاهتمام بالدورات والورشات واللقاءات لتوضيح واجبات أعضاء هيئة التدريس ودورهم الحقيقي في الحياة الجامعية.
*رئيس جامعة الشرق الأوسط