كيف تنكر الوطن لأبناء الكرامة

كيف تنكر الوطن لأبناء الكرامة

 

ستمر خلال أيام ذكرى الكرامة، وسنتذكر ما تحمله من معاني مليئة بالعز والكبرياء والتضحيات والوفاء...

 

أنا أعرف الكثير منهم...هم في أغلبهم تجاوزا الستين من العمر...هم من يقاسون بسبب التضحيات...ويدفعون حتى اليوم ضريبة تلك التضحيات...

 

هم الرجال الذين قدموا أرواحهم في سبيل وطنهم، لم تكن الثروة والمال والمنصب مطمحًا لهم، كانوا يسطرون عناوين الكبرياء والنصر، كانوا يعشقون تراب الوطن أكثر من عشقهم لأنفسهم وأسرهم، كانوا مثالاً واضح يستشهد به التاريخ في عناوين النصر والبطولات، لكن ما كان مصيرهم...؟ سؤال يطرح نفس؟ هل هم في خيام المعتصمين؟...أم تراهم في خيم المبايعين المجددين؟...

 

لن تجدهم في أغلب الأحيان في كلا الخيام...لأنهم يختلفون...

 

هم لا يعرفون النفاق، سبق منهم الوفاء في يوم الكرامة، وهم ليسوا مطالبين بأي عملية تجديد الوفاء لأنهم أوفياء،

 

هم ليسوا مع هؤلاء المعتصمين، هم لم يطلبوا الإعفاءات الجمركية التي يتنعم بها جيل لم يعرف الحرب ولم يحمل السلاح إلا في ساحات الاستعراضات، هم ليسوا من دعاة الراتب الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر...هم تقعداتهم لا تتجاوز  دينار250 لأغلبهم في حاضر يومنا، هم ممن خدموا أكثر من 20 عام في أحنك الأزمات، وهم الجنود الأوفياء لوطنهم وقائدهم دون مسيرات الولاء، هم الذين ضحوا بمستقبل أبنائهم فلم يجمعوا المال، بل يفخرون بوسم الكرامة الذي ازدانت به صدورهم، هم يقتاتون ويعيشون بكرامة رغم عوزهم ورغم تنكر الوطن لتضحياتهم إلا في بعض الكتابات، الوطن لم يساويهم بمن كانوا يطاردون المناصب ويجمعون المال...هؤلاء الرجال لم نرهم في الإضرابات، لم نرهم يمنون على الوطن بما قدموه من تضحيات، هؤلاء هم مثال الوفاء، هؤلاء من قدموا أروجهم ولم ينتظروا شكرًا ومدحًا وثمنًا.

 

هؤلاء هم من يجدهم الوطن في عمق أزماته...هؤلاء الذين تناساهم الكثيرون...فأي عدل في التنكر لهؤلاء الأبطال...

 

مالك خلف البزيرات

karakbook@yahoo.com