نتائج البحث: »6« ملايين قطعة من الذهب!


سيقولون ثلاثة ملايين قطعة من الذهب, ويقولون أربعة ملايين قطعة من الذهب, ويقولون خمسة ملايين قطعة من الذهب رجما بالغيب, ويقولون »6« ملايين قطعة من الذهب, قل ربي أعلم بعدد هذه القطع,...عاش بعض المواطنين الأردنيين المحترمين الأيام القليلة الماضية على امتداد الوطن, عاش كل هؤلاء ليل نهار وهم يقدّروا عدد قطع الذهب وعدد الصناديق التي تم شحنها من مدينة عجلون الجميلة بأهلها, فمنهم من قال ثلاثة ملايين, ومنهم من قال أربعة ملايين, ومنهم من قال خمسة ملايين, ومنهم ومنهم...الخ, أنا بصراحة من الذين قدّروا عدد القطع بـ»6« ملايين قطعة من الذهب, لكن ربما يسأل البعض وله الحق في ذلك, يسأل كيف تم حساب عدد هذه القطع؟ 
أؤكد جازما أن عدد قطع الذهب الموجودة في هذا الوطن هو »6« ملايين قطعة, وان هذه القطع ليس من النوع التركي أو من النوع الروماني كما يشاع, إنها بكل صراحة من النوع الأردني بامتياز, وهي غير مرصودة برصد, إنما هي محروسة بعين الله, وهي من عيار »24« قراط, بمعنى أنها ثمينة جدا, هذا النوع من الذهب لا يتغير مع عوامل الطقس وتقلباته, هذا النوع من الذهب موجود على امتداد تراب أردننا الحبيب, هذا النوع من الذهب لا يصدأ أبدا, ويزداد لمعانه مع مرور الزمن, نعم هذا النوع من الذهب لا يباع ولا يشترى, هذا النوع من الذهب لا يمكن التفريط به أو حتى إخفاءه. 
»ضمير« كل مواطن في هذا الوطن العزيز يحمل بداخله قطعة ذهب, هذه القطعة تجعل كل واحد منا منتميا أمينا صادقا وفيا لوطنه, هذه القطعة الموجودة بداخل كل واحد منا تجعلنا نقدّم المصالح العامة على المصالح الخاصة, هذه القطعة الموجودة بداخلنا تجعلنا نتحمل جميع المسؤوليات الموكولة لنا بكل دقة وأمانة, وتجعلنا نحافظ على الأموال العامة, تجعلنا »كالنحلة« ننتج أكثر مما نستهلك, و»كالنهر« الجاري يتجدد صباح مساء, وأكثر من ذلك تجعلنا يدا واحدة متحابين. 
وحتى نرتقي ينبغي على كل واحد منا في هذا الوطن أن يبحث عن قطعة الذهب الموجودة بداخله, وأؤكد لكم يا أحبائي إنها موجودة, ولمجرد أنها موجودة فلن تستطيع أية قوة في هذا العالم أو أية جهة من الجهات هزيمتنا, أو حتى الوقوف أمامنا, لأننا من عيار »24« قراط, ومن لا يعرف عيار »24« قراط, عليه أن يمر بسوق الصاغة, فسوف يقف إجباري عند هذا العيار, ليعرف أننا كأردنيين لا تظهر ألواننا إلا في حرارة الصعاب, ولا ننصهر أبدا, وتبرز ألوننا الحقيقية في أحلك الظروف وأصعبها, ولا نصدأ مع مرور الزمن, ...ونظل ذهبا كما كنا وسنبقى. 
كثُرت الأقاويل وكثُرت التأويلات حول »حكاية الذهب« في هذا الوطن الطيب, فمنهم من أكد, ومنهم من نفى, وعلى جميع الأحوال فان الذهب الحقيقي هو الضمير الحّي عند كل مواطن أردني محب لوطنه, ويميز بين القال والقيل, وقد تعلمنا أجمل وأروع وأدق الدروس من أفضل الخلق عند الله , تعلمنا من نبينا ورسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه, حين قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت, ...قائلين نعم نتائج البحث أكدت أن لدينا »6« ملايين قطعة من الذهب, عفوا »6« ملايين مواطن أردني يقّدر مصلحة الوطن, في »ميمعة« الشائعات المُغرضة, والتي لا تخدم الوطن.