كنوز هرقل مدفونة في الأردن... إيطاليا تطالب باستعادة كنز هيركوليز

مقال ساخر... بلا مؤاخذة.

كتب تحسين التل:- منذ يوم الجمعة الماضي والبلد (مطبولة) في إشاعة مليارات كنز هرقل، فقد انشغل المواطن (حتى أذنيه) بموضوع الذهب حتى نسي؛ ارتفاع الأسعار، ونسي؛ اعتماد الحكومة على جيبه في حل مشاكل المديونية، وديون نادي باريس، وصندوق النقد الدولي، ونسي؛ (الخوازيق) القادمة التي تجهزها الحكومة، ومنها ارتفاع الكهرباء، ومعجزات المياه، وفواتير السلطة المتراكمة على المواطن. نسي الشعب معاناتهم بسبب الفقر، والبطالة، والفساد الذي أكل الأخضر واليابس، وبيع مقدرات وثروات الوطن، نسي كل شيء ووضع (لهاية يتلهى) بها طالما لا يستطيع أن يدرء خطر الحكومات، واعتمادها على جيب المواطن في السراء والضراء، وعدم الاقتراب ممن نهبوا البلد، وباعوا المؤسسات، وورثوا مناصبهم لأولادهم..

أشغلوا المواطن بموضوع الذهب حتى خرج علينا أحدهم يؤكد على أنه شاهد على نقل عشرات الصناديق والتوابيت المملوءة بالذهب، والغزلان، والأطفال وأصناف متعددة من الحيوانات كلها من الذهب الخالص، ولا نعلم حقيقة هل الذهب عيار 18 باعتبار أن الرومان يستخدمون الذهب الأصفر من العيار المتدني كنوع من الزينة، أم عيار 24 من الذهب الهندي؛ لا أحد يعلم غير (المتبحرين بنبش) الكهوف (والمُغر).

روما حكمت العالم، وكان نيرون وأباطرة إيطاليا من بعده يعتمدون على الولايات البعيدة لإمداد الجيوش بالطعام، والسلاح، وكانت الولايات العربية الخاضعة لحكم روما مخصصة للزراعة، وحماية ظهر الرومان خلال حروبهم الطويلة للسيطرة على مزيد من الأراضي، إذ كانت روما تتنافس مع دولة الفرس على تقسيم العالم، وقد اعتمدت الجيوش الرومانية على الأردن فيما يتعلق بالزراعة، وكانت سهول حوران تعتبر سلة غذاء روما، لذلك ركزت القيادة المركزية على المدن العشرة التي كانت أغلبها موجود في الأردن وفلسطين، واستخدمت روما آلاف الكهوف لتخزين الأسلحة، والمواد التموينية في مدن؛ كابيتولاس، وجدارا، وأرابيللا، وغيرها من المدن العشرة التي أطلق عليها اسم؛ الديكا بوليس.

يجب أن نعلم أن الرومان لم يدفنوا الذهب، ولم يخبئوا التماثيل، أو الكنوز الذهبية، ولو أرادوا ذلك لما تركوها في الأردن أو غيرها من الدول بل أخذوها معهم الى روما لتزين خزائن كبار رجالات الدولة، وتكون شاهدة على عظمة روما وقائدها الكبير. إن الإشاعة التي اشتعلت في العقول لن تنطفىء لأنها تحتمل عدة احتمالات، فهي من صنع الإنسان وأراد لها أن تتضخم وبفعل فاعل، وهي كما قلت بدايةً؛ إشاعة لإلهاء الشعب الأردني الذي يعشق الإشاعات ويقدسها، ولا ينام أو يصحو إلا على قصصها ورواياتها. وهي

بعد ظهور الإشاعات التي وصلت الى السفارة الإيطالية قررت إيطاليا تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي، أو لإحدى المحاكم الدولية تطالب فيها الأردن إعادة كنز هرقل عظيم روما، وتشكيل لجنة لإحصاء عدد (الذهبات)، وعدد (التوابيت)، وعدد الغزلان، والخيول، والأطفال تمهيداً لشحنها الى روما ووضعها في المتاحف الإيطالية، وعندها تتفاخر الدولة هناك بأن عجلون شاهدة على عصر الرومان الذهبي، لكن هناك سؤال يلح في طلب الإجابة: هل كان الرومان في عجلون. وهل دفنوا كنوزهم عندنا؛ وتركوا كل الولايات الخاضعة لحكمهم ونزلوا في ضيافتنا..

عندما استولى الخليفة العادل عمر بن الخطاب على المدائن ، ومنح سراقة بن مالك سواري كسرى، كانت المدائن في العراق لكن العراق وإيران كانتا وحدة واحدة خلال حكم الإمبراطورية الفارسية التي حكمت النصف الآخر من الأرض، ووجد المسلمين من الكنوز ما تنوء بحمله مئات الجمال، لكن هل عجلون تتمتع بهذه الخصوصية كما تمتعت بها مدائن كسرى.

لو قامت روما بطلب كنوزها كما يدعي شعب المملكة الآن، وقامت إيران بطلب كنوزها من العراق باعتبار أن المدائن كانت وما زالت في العراق، وبريطانيا تطالب الهند، وغيرها من المستعمرات بكنوزها المختفية والمدفونة (والمتروكة) في وعلى الأراضي التي كانت تستعمرها، وطالبت إيطاليا أيضاً بكنوزها في ليبيا، والحبشة، وفرنسا بكنوزها من لبنان، وجاءت إسرائيل في نهاية المطاف وطالبت أوروبا، وروسيا، واليمن، والمغرب، ومصر، وسوريا، والعراق... الخ بكنوزها باعتبار أن اليهود سكنوا هذه الدول وكانت لهم أملاك لا أحد يمكن أن ينكرها عليهم، وربما عندها يقولون؛ كنا نخفي كنوزنا تحت بيوتنا لأننا سنعود إليها ذات يوم كما كان يفعل الأتراك عندما دفنوا رواتبهم في الولايات العربية ومنها الأردن..

الموضوع أكبر من الذهب.. في الأمر سر لا أستطيع أن أعلن عنه أو أن أكشف حقائق يعاقب القانون على نشرها، على كل حال الله يستر ويلطف بهالبلد..؟!